منذ إعلان الجيش الإسرائيلي، فجر السبت، عن شنّ هجوم على إيران استمر لأربع ساعات، توالت ردود الفعل المتباينة حول الأثر البعدي لهذا الهجوم.
وفيما أكدت إيران أنها تصدّت بنجاح "لمحاولات الكيان الصهيوني مهاجمة بعض المواقع في طهران ومدن أخرى"، زعم الإسرائيلي أنه ألحق ضرراً بنظام الدفاع الجوي الإيراني.
وفي هذا السياق، نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية مقالاً للصحفي الإسرائيلي رون بن يشاي، جاء فيه: "لم يكن الهدف من الهجوم الإسرائيلي تهديد النظام الإيراني فحسب، بل إضعافه فعليًا". وأضاف بن يشاي أن "الضرر الذي لحق بقدرة طهران على إنتاج الصواريخ يتطلب منها أن تفكر فيما إذا كان الأمر يستحق تضييع سلاح آخر في تبادل الضربات".
وبحسب المقال نفسه، زعم بن يشاي أن "القيادة الإيرانية، وخاصة المرشد الأعلى علي خامنئي، تواجه معضلة صعبة حالياً بشأن ما إذا كان سيتم الرد على الهجمات الإسرائيلية الليلة وكيفية الرد عليها". وزعم الصحفي الإسرائيلي أن "إسرائيل دمرت، على ما يبدو، أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية التي كانت من المفترض أن تصدّ الضربات الجوية والهجمات الصاروخية على المراكز العسكرية الأكثر حساسية في الجمهورية الإسلامية، بشكل كامل".
وأشار إلى أنه "ما زلنا لا نملك، في الساعات الأولى من صباح السبت، صورة دقيقة عن الأضرار التي تمكنت الهجمات الإسرائيلية من إلحاقها بنظام الدفاع الجوي الإيراني، ولكن يمكن تقدير أنه تعرض بالفعل لأضرار جسيمة في الموجة الأولى من الهجمات".
كما أبرز بن يشاي أن "إسرائيل والولايات المتحدة، اللتين تقومان بالتنسيق بينهما، أبلغتا طهران صراحة أنه في ما يتعلق بواشنطن والقدس، فإنه يمكن "الإغلاق الآن"، وأن هجوم الليلة كان يهدف عمداً إلى السماح للإيرانيين بالإغلاق".
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قد أشار إلى أن "الهجوم كان مستهدفًا، وأن إسرائيل ليست لديها مصلحة في مواصلة تبادل الضربات"، وهو ما أكدته أيضاً تصريحات المتحدث باسم البيت الأبيض.
إلى ذلك، قال بن يشاي إنه "حتى لو قرر الإيرانيون توجيه ضربة مفاجئة لنا في الساعات المقبلة، فلا يزال أمام مواطني إسرائيل ما لا يقل عن 12 دقيقة لتلقي تحذير ودخول المناطق المحمية، حتى لو لم تنشر قيادة الجبهة الداخلية قيوداً عامة قبل ساعات قليلة".
وأشار إلى أن "الهجمات هذه المرة نفذت في إيران حوالي الساعة الثانية صباحاً، عندما لم يكن هناك مدنيون في هذه المصانع، وهي خطوة متعمدة لمنع وقوع إصابات في صفوف المدنيين، الأمر الذي من شأنه أن يجبر النظام على الانتقام من إسرائيل".
وذكر بن يشاي أن "الهجوم الإسرائيلي السابق على إيران ركز على مكان واحد، وهو أصفهان، حيث يتم تطوير الصواريخ والطائرات بدون طيار، بجوارها أيضاً منشأة لتخصيب اليورانيوم في نطنز. وكانت الرسالة الموجهة إلى الإيرانيين في ذلك الوقت: "يمكننا تحييد جميع الدفاعات الجوية".
وبحسب التقارير الواردة من إيران، "لا توجد معلومات مؤكدة تشير إلى أن إيران استأنفت حتى الآن جهودها لإنتاج الرأس الحربي النووي، ولكن إذا كانت التقارير التي تفيد بأن منشأة بارشين تعرضت للهجوم صحيحة، فيبدو أن الهدف كان إحباط قدرة طهران على إجراء اختبارات من شأنها أن تتقدم في إنتاج القنبلة".
وأضاف: "إذا قررت طهران مهاجمة إسرائيل في نهاية المطاف، فسوف يحين الوقت لكي يقدم لنا الأمريكيون مساعدة فعالة، سواء من خلال اعتراض الصواريخ الباليستية أو من خلال اعتراض الطائرات بدون طيار المتفجرة وصواريخ كروز، إذا أطلقتها إيران".
صرّح مسؤول في الدفاع الجوي الإيراني لوكالة أنباء "إرنا" الرسمية بأن "الدفاعات الجوية تصدّت لمحاولات الكيان الصهيوني استهداف مواقع في طهران وعدة مناطق أخرى في البلاد".
وفي السياق نفسه، قال المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، الأحد، إن على المسؤولين الإيرانيين تحديد أفضل الطرق لإظهار قوة إيران تجاه إسرائيل بعد الهجوم الذي وقع فجر السبت، وذلك وفقاً لوكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء "إرنا".
وأكد خامنئي أن "الهجوم الذي شنّه الإسرائيلي لا ينبغي التقليل من أهميته أو المبالغة في تقييمه"، مشددًا على أن "المسؤولين يجب أن يحددوا كيفية إبلاغ الكيان الإسرائيلي بإرادة الشعب الإيراني، وينبغي اتخاذ الإجراءات التي تضمن مصلحة الشعب والبلاد".
كذلك، أشار إلى أهمية الحفاظ على الأمن، بالقول إن "في القضايا الأمنية، يعد الحفاظ على الأمن النفسي للمجتمع أمرًا بالغ الأهمية".
من جهته، قال الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، السبت، إن "الشعب الإيراني سوف يرد على الهجوم الإسرائيلي بحكمة وذكاء"، وذلك بحسب تغريدة له في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "إكس"، تعليقًا على الهجوم الإسرائيلي الذي أسفر عن مقتل أربعة جنود إيرانيين.
ويأتي هجوم الجيش الإسرائيلي بعد إطلاق إيران أكثر من 180 صاروخًا على "إسرائيل" في مطلع تشرين الأول الجاري، خلال هجوم وصفته طهران بأنه "انتقام" لاغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس، وحسن نصر الله، الأمين العام لـ"حزب الله"، والقائد في الحرس الثوري، عباس نيلفروشان.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News