"ليبانون ديبايت"
فيما تستعر الحرب على لبنان، يبقى الداخل اللبناني في حالة من اللامبالاة لاستمرار الواقع السياسي على ما هو عليه لجهة الشغور الرئاسي، حيث تغيب المبادرات الفاعلة من أجل حسم هذا الموضوع.
لا ينفي النائب ياسين ياسين في حديث إلى "ليبانون ديبايت" أن البعض ينتظر التغيرات التي قد تحصل جراء المتغيرات الدولية، لا سيما ما يتعلق بالانتخابات الأميركية، ويراهنون عليها، والبعض الآخر يراهن على نتائج الحرب والميدان، سلبية أو إيجابية كانت. ولكن كنواب، فإن الرهان هو على الداخل، والحل يمكن أن يكون داخلياً إذا ما كان هناك قرار لانتظام عمل المؤسسات.
ويلفت إلى مبادرات أبرزهما ما حصل في 16 تشرين الأول من مبادرة بكركي التي يمكن أن تشكل، برأيه، خارطة طريق. كما كان هناك منذ حوالي أسبوع اجتماع للنواب، ولو أنه خارج قبة البرلمان وتحت عنوان النزوح، إلا أنه جمع كل الكتل السياسية وناقشوا ملف النزوح. كما قامت كتلة الوفاء للمقاومة بلقاءات مع الكتل السياسية المختلفة، معتبراً أن هذا أمر إيجابي على الصعيد الداخلي، فهذه المبادرات تؤدي إلى حراك داخلي وهي في الإطار والتوجه الصحيح في هذه المرحلة والتي يجب تكثيفها.
أما عن علاقة هذا الحراك بمنع فتنة تكاد تطل برأسها في الداخل اللبناني، فيؤكد أنه إذا تركت الأمور بدون معالجة، فمن الطبيعي أن تكون كالمرض. إذا لم تتم معالجته، سيتفاقم ويصبح أسوأ على مختلف المستويات، لافتاً إلى المشاكل المتنقلة من منطقة إلى أخرى، والتي يمكن أن ترتفع نسبتها في حال لم تتم معالجتها من قبل النواب والحكومة، التي يجب أن توسع مهامها بحيث لا تقتصر على المهام الإغاثية.
وينتقد قصور الحكومة عن محاكاة التطورات التي حصلت على الأرض، سواء في موضوع الموازنة أو غيره. كما ينتقد غياب اللجان النيابية التي لا تجتمع، حيث كانت هذه اللجان هي المعبر عن آخر مؤسسة للدولة تقوم بمهامها.
وإذا كان يتعذر الاجتماع في مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية بسبب الخلافات، فيسأل النائب ياسين لماذا توقف عمل اللجان النيابية.
ويطالب بتوسيع عمل لجنة الطوارئ لتصبح اجتماعية وأمنية، إضافة إلى الإغاثية، لمواكبة المشاكل الناتجة عن الحرب. ويعتبر أن هناك تقاعساً من المسؤولين، لا سيما الكتل النيابية الكبرى، فعليهم مسؤولية كبيرة، كما أن هناك تقاعساً من الحكومة، لافتاً إلى أن هذا الواقع مرده للرهان على الخارج الذي لن يؤتي بحل للبنان، لأن الخارج لا يأبه إلا لمصالحه، كائناً من كان.
ويراهن النائب ياسين على استفاقة اللبنانيين على مصلحتهم، لأننا أمام فرصة لتعزيز دورنا داخلياً بما ينعكس على الخارج، لا سيما إذا انتخبنا رئيساً للجمهورية. ويشير إلى أن الصهيوني ليس سلاحه فقط النار والبارود، بل الدعاية والدبلوماسية، ونرى قوته إعلامياً في العالم.
ويستذكر أنه في العام 2006، كانت حكومة الرئيس فؤاد السنيورة قادرة على إنتاج القرار 1701 بسبب الالتفاف الداخلي وراء الحكومة واستطاعت توحيد الصف، وهذا هو المطلوب اليوم. وإصلاح المؤسسات الذي بات ضرورياً اليوم يبدأ بانتخاب رئيس وتشكيل حكومة بهدف توحيد الموقف أمام الخارج.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News