يواصل الرئيس الأميركي، جو بايدن، أداء مهامه وصلاحياته حتى موعد تنصيب الرئيس المنتخب في 20 كانون الثاني 2025، في ما يُعرف بفترة "البطة العرجاء" التي تسبق تسليم السلطة. هذه الفترة الانتقالية تهدف إلى ضمان انتقال سلس للقيادة، ولكنها في الوقت نفسه تقدم لبايدن فرصة للتركيز على إنجازات محدودة، خاصة في السياسة الخارجية، وسط تحديات كبيرة في الشرق الأوسط.
في هذا السياق، يتوقع العديد من المحللين أن إدارة بايدن قد تسعى لتحقيق بعض التقدم في الأزمة الشرق أوسطية، رغم الفترة الزمنية القصيرة المتبقية لها في السلطة.
ورأى المحلل السياسي والعسكري الأميركي في معهد هدسون، ريتشارد وايتز، أن "الإدارة قد تتمكن من تحقيق اختراق في الأزمة اللبنانية عبر "وقف إطلاق النار"، رغم استمرار الصراع في غزة الذي من المتوقع أن يستمر لعدة أشهر أخرى".
من جانبه، يعتقد المحلل الأمني المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، محمد الباشا، أن "إدارة بايدن ستركز على الأهداف القابلة للتحقيق في الفترة المتبقية من ولايتها، مثل تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة في غزة وجنوب لبنان"، وأشار إلى أن "هذه الجهود ستشمل أيضًا مساعٍ لإنهاء الحروب في غزة ولبنان، وتوسيع المساعدات الإنسانية، وربما تحقيق وقف إطلاق نار مؤقت أو إطلاق سراح الرهائن في غزة".
وكان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، قد أكد أن "الإدارة ستواصل العمل حتى آخر يوم في فترة ولايتها لتحقيق هذه الأهداف"، مشيرًا إلى أنه "سيواصل الجهود لخفض التصعيد في المنطقة، مثل تطبيق خارطة الطريق الأممية في اليمن، وتحقيق تقدم في المفاوضات بشأن الأسرى، أو حتى تنظيم قمة إقليمية لمناقشة القضايا الأمنية المشتركة مثل مكافحة الإرهاب".
وفيما يتعلق بالعلاقات مع إسرائيل، يتوقع الباشا أن يكون التعاون بين بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، "محدودًا"، خصوصًا أن نتنياهو قد يفضل تأجيل بعض القرارات الأمنية لحين وصول ترامب إلى البيت الأبيض، الذي يتبنى سياسة أكثر دعمًا لإسرائيل. هذا في وقت كان ترامب قد تعهد بإطلاق يد إسرائيل في حربها ضد حماس في غزة.
أما في ما يخص التطبيع بين إسرائيل والدول العربية، لفت الباشا إلى أن "أي تقدم ملموس في هذا المجال سيكون في يد الإدارة المقبلة، خصوصًا فيما يتعلق بالعلاقات مع السعودية، التي تصر على أن التطبيع مع إسرائيل مرهون بتحقيق تقدم ملموس نحو حل الدولتين"، رغم ذلك، قد يسعى بايدن لتحريك هذا الملف عبر خطوات تحضيرية لتعزيز التعاون الإقليمي، مثل تبادل المعلومات الاستخباراتية أو مشاريع التعاون الأمني.
وبينما تتعامل إدارة بايدن مع القضايا في الشرق الأوسط، يبقى الاهتمام الأكبر في البيت الأبيض أيضًا منصبًا على أوكرانيا، حيث يسعى بايدن لإحراز تقدم في الدعم العسكري والاقتصادي لكييف في مواجهة روسيا، ووزير الخارجية بلينكن يواصل جهود الولايات المتحدة لإحراز "تقدم ملموس" في هذه الملفات، بالإضافة إلى التركيز على التنافس الاستراتيجي مع الصين.
وفي هذا السياق، تلاحظ الصحفية أليكس غانجيتانو من "ذا هيل" أن بايدن سيحاول في هذه الفترة الحفاظ على إرثه السياسي في مجال السياسة الخارجية، والتي تشكل جزءًا كبيرًا من مسيرته في مجلس الشيوخ ونائبًا للرئيس، ومن المتوقع أن يسعى بايدن للتركيز على إنهاء الحروب في الشرق الأوسط ودعم أوكرانيا قبل أن يصبح الكونغرس ذو الأغلبية الجمهورية حجر عثرة أمام المساعدات الأميركية.
ويعد الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، قد تعهد مرارًا بإنهاء الحرب في الشرق الأوسط بسرعة، كما انتقد بايدن لإبطائه في تقديم الدعم العسكري لإسرائيل، وتراجعه في السياسة الخارجية بشكل عام، كما أدعى ترامب أنه قادر على إنهاء الحرب في أوكرانيا في "24 ساعة"، ما يزيد من تعقيد الأوضاع المستقبلية في حال فاز بالانتخابات الرئاسية.
بينما تركز إدارة بايدن على تسريع جهودها في السياسة الخارجية قبل مغادرتها، يبقى هناك الكثير من التحديات التي تواجهها في الشرق الأوسط، وسط التوقعات بأن فترة "البطة العرجاء" قد تكون مليئة بالجهود المستمرة لتحقيق ما أمكن من الإنجازات السياسية في ظل الوقت المحدود.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News