أسرارٌ جديدة تتكشف عن فضيحة نتنياهو

في تصريح مفاجئ، كشف الرئيس الأسبق لجهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"، يورام كوهين، اليوم الخميس، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طلب منه التنصت على وزراء وضباط كبار خلال حدث أمني حساس خوفًا من تسريبه.

وأوضح كوهين في حديثه لهيئة البث الإسرائيلية أن نتنياهو برر طلبه هذا بضرورة "استخدام الأدوات" ضد أي شخص قد يشارك في تسريب الأسرار الحساسة، مشيرًا إلى أن رئيس الوزراء كان قلقًا للغاية حيال الموضوع. وأضاف كوهين: "قال لي نتنياهو: أنت تسمي ذلك تنصتًا، وأنا أسميه حماية سر الدولة"، مضيفًا أنه طلب تفعيل أدوات مراقبة ومتابعة لأي شخص يشارك في الحدث.

وعندما سئل عما إذا كان الطلب يشمل التنصت على المكالمات الهاتفية، أجاب كوهين: "…ضمن جملة أمور".

تأتي هذه التصريحات في وقت حساس بالنسبة لنتنياهو، الذي يواجه اتهامات بالفساد تشمل الرشوة، والاحتيال، وإساءة الأمانة. ومن المقرر أن يمثل أمام المحكمة الأسبوع المقبل للدفاع عن نفسه.

من جهته، نفى مكتب نتنياهو الاتهامات، واعتبر تصريحات كوهين جزءًا من "حملة سياسية ملفقة". وقال المكتب إن رئيس الوزراء عمل وفق القانون وبتوصيات المستوى القانوني لحماية أسرار الدولة، معتبرًا أن "التهديد الحقيقي للديمقراطية في إسرائيل يأتي من سلطات إنفاذ القانون، وليس من المسؤولين المنتخبين".

أشار كوهين إلى أن هذه الواقعة تعكس المنهجية التي قد يعتمدها نتنياهو في الأزمات، محذرًا من احتمال استهداف الديمقراطية والمؤسسات الوطنية في البلاد، لا سيما مع المحاكمة الجارية ضد رئيس الوزراء.

تأتي تصريحات كوهين في وقت تواجه فيه حكومة نتنياهو ضغوطًا متزايدة بسبب فضائح تسريب معلومات سرية، بما في ذلك تسريبات بنية الإضرار بأمن الدولة وسرقة معلومات لصالح جهات أجنبية، بحسب تقارير إعلامية عبرية.

كما تتهم المعارضة نتنياهو بالوقوف خلف تسريب وثائق حساسة بهدف تخفيف الضغط على حكومته والتهرب من مسؤولية فشل التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى مع حركة حماس، التي تحتجز أكثر من 100 أسير إسرائيلي في غزة، مقابل أكثر من 9500 فلسطيني محتجز في السجون الإسرائيلية.

منذ السابع من تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حملة عسكرية مدمرة على قطاع غزة بدعم أميركي، أوقعت أكثر من 150 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، مع ما يزيد على 10 آلاف مفقود. ووصفت الأمم المتحدة الوضع بأنه إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية، مع تدمير واسع النطاق ووقوع مجاعة تسببت في مقتل عشرات الأطفال والمسنين.