اقليمي ودولي

placeholder

العربية
الجمعة 06 كانون الأول 2024 - 10:01 العربية
placeholder

العربية

بين الظل والضوء... الجولاني يصل إلى "سي أن أن" (صور)

بين الظل والضوء... الجولاني يصل إلى "سي أن أن" (صور)

منذ اندلاع الهجوم السريع لـ "هيئة تحرير الشام" والفصائل المتحالفة معها في شمال غرب سوريا، سيطرت الجماعات المسلحة على مدن استراتيجية مثل حلب وحماة، فيما تستعد للتقدم نحو حمص. وأصبح اسم "أبو محمد الجولاني"، القائد الفعلي للهيئة، في طليعة الأحداث، وهو الاسم الحركي لـ "أحمد حسين الشرع".

كان الجولاني، الذي قاد جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة في بداية الحرب السورية، شخصية غامضة ومتوارية عن الأنظار في السنوات الأولى من الحرب. ورغم تحوله إلى زعيم أقوى فصيل في الشمال السوري، كان ظهور الجولاني نادرًا للغاية، حتى بعد انفصاله عن القاعدة وتغيير اسم جماعته في عام 2016.

شهد الجولاني تحولات ملحوظة في مظهره وخطابه. ففي عام 2013، ظهر في أول مقابلة إعلامية له، حيث أخفى وجهه وظهر متحدثًا عن ضرورة إقامة دولة إسلامية في سوريا. لكن، بعد مرور نحو 8 سنوات، بدأ يظهر في العلن، لا سيما في المقابلات الأخيرة، وظهرت صورته جديدة، حيث ظهر في مقابلة مع برنامج "فرونت لاين" وهو يرتدي قميصًا وسترة، متخليًا عن مظهره السابق، مؤكداً أنه لا علاقة له بتنظيم القاعدة وأعلن رفضه لقتل الأبرياء. وذكر أيضًا أن هدف جماعته في سوريا كان "مقاومة النظام السوري" وليس تهديد الغرب.

في السنوات الأخيرة، ومع انحصار سيطرة الهيئة على محافظة إدلب، بدأ الجولاني يظهر في شوارع المدينة بين الحين والآخر، متنقلًا بين اللباس العسكري والمدني. وبمجرد السيطرة على حلب في الأيام الماضية، ظهر في مقاطع فيديو وهو يتوجه للمقاتلين بالتعليمات للحفاظ على المدنيين ومنعهم من دخول البيوت.

كما شهدت الفترة الأخيرة تغيرًا في خطاب الجولاني، حيث أظهر مزيدًا من الانفتاح تجاه المعارضة السورية وأعلن عن قبوله برموز الثورة السورية التي كان يرفضها سابقًا. في هذا السياق، أظهر الجولاني أيضًا توجهاً نحو تأكيد أمان الأقليات في المناطق التي تسيطر عليها الهيئة، داعيًا العلويين والمسيحيين إلى المشاركة في "سوريا المستقبل" بعيدًا عن الطائفية.

يعتبر العديد من الخبراء، مثل جوشوا لانديس وآرون لوند، أن هيئة تحرير الشام والجولاني أصبحوا أكثر براعة في إدارة خطابهم العام. لانديس يرى أن الجولاني "أذكى من الأسد"، معتبراً أن تحركاته الأخيرة تشير إلى رغبة في تأسيس صورة أكثر اعتدالًا. ومن جانبه، يقول لوند أن الهيئة بدأت تظهر حملة علاقات عامة ملحوظة، ما يعكس تراجعًا في التشدد الذي كانت تتبناه في السابق.

التحولات التي يمر بها الجولاني تطرح تساؤلات حول نواياه المستقبلية. في مقابلة متوقعة مع شبكة "سي إن إن" يوم الجمعة، من المحتمل أن يتوجه الجولاني برسائل للجمهور الغربي، مسلطًا الضوء على أهداف الهيئة التي تشمل "إقامة حكم مؤسساتي" في سوريا بعد الإطاحة بنظام الأسد. كما يُتوقع أن يعبر عن معارضته لاستمرار الوجود العسكري الأجنبي في البلاد.

ورغم الجهود لتحسين صورته، لا يزال الكثير من السوريين وبعض القوى الدولية يعتبرون الجولاني شخصية إرهابية. إلا أن الخطوات التي اتخذها مؤخرًا قد تفتح له فرصًا جديدة للتفاوض أو لعب دور أكثر تأثيرًا في مستقبل سوريا.

إحدى النقاط المثيرة هي الرسائل التي وجهتها هيئة تحرير الشام للأقليات في سوريا. في الآونة الأخيرة، دعت الهيئة العلويين إلى التوجه نحو معارضة الحكومة والاندماج في سوريا المستقبلية التي تتبنى "حكمًا غير طائفي". كما تم نشر بيان لافت في الأيام الماضية، حيث تمت الإشارة لأول مرة إلى اسم الجولاني الحركي "أبو محمد الجولاني" باسمه الحقيقي "أحمد الشرع"، وهو ما أثار تساؤلات حول استراتيجية جديدة تروج لتغيير صورة الهيئة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة