أفاد "المرصد السوري" لقناة "سكاي نيوز"، اليوم الجمعة، بأن الجيش السوري انسحب من مدينة حمص.
كما أشارت المعارضة السورية المسلحة إلى أنها سيطرت على قريتي الزعفرانة ودير فول شمال حمص بعد اشتباكات مع قوات النظام.
شهدت مناطق شمال مدينة حمص تطورات ميدانية متسارعة مع استمرار سيطرة التنظيمات المسلحة على عدة مواقع استراتيجية، في وقت حساس يشهد فيه الصراع السوري تصعيدًا كبيرًا.
ووفقًا لتصريحات مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، فإن التطورات الأخيرة في حمص تحمل أهمية خاصة، حيث وصفها بـ"أم المعارك" التي ستحدد مصير سوريا بشكل عام.
وتمكنت الفصائل المسلحة، التي تضم في صفوفها مقاتلين محليين، من السيطرة على عدة قرى شمال مدينة حمص، بما في ذلك المناطق المحيطة بتلبيسة والرستن، بعد انسحاب قوات النظام السوري من هذه المناطق، ويُعتبر هذا التقدم العسكري خطوة كبيرة نحو تكريس السيطرة على هذه المناطق التي تعد بمثابة خطوط تماس مهمة.
وأوضح عبد الرحمن أن "العديد من المقاتلين الذين تقدموا في هذه المناطق هم من أبناء المنطقة الذين تم تهجيرهم سابقًا بموجب اتفاقيات روسية-تركية عام 2018"، هذا الأمر ساعد الفصائل المسلحة على تعزيز تقدمها، حيث يمتلك هؤلاء المقاتلون معرفة جغرافية دقيقة للمنطقة، ما ساعد في تحديد مواقع النظام السوري ونقاط ضعفه.
من الناحية الاستراتيجية، يُعتبر موقع حمص نقطة وصل هامة بين العاصمة دمشق والساحل السوري، فضلاً عن قربها من الحدود السورية اللبنانية، مما يضفي على معركة حمص أهمية مضاعفة في سياق الصراع الإقليمي والدولي في سوريا.
وأكد عبد الرحمن أن "معركة حمص ليست مجرد معركة محلية، بل هي معركة فاصلة قد تُسهم في تحديد مستقبل سوريا ككل، نظراً للأبعاد الاستراتيجية للمدينة"، وقال أن "المعركة قد تُحدث تحولات كبيرة في موازين القوى على الأرض، وقد تفتح الباب أمام توسع العمليات العسكرية باتجاه الساحل السوري أو حتى العاصمة دمشق".
كما أشار إلى أن "المعركة ترافقها حاضنة شعبية في المنطقة، حيث أظهر سكان حمص دعمًا للمقاتلين الذين تمكنوا من السيطرة على مناطقهم السابقة"، كما لفت إلى أن "بعض الفصائل المسلحة التي دخلت المناطق الخاضعة لسيطرة النظام كانت قد أبرمت مصالحات محلية، وهو ما يضيف مزيدًا من التعقيد للمشهد العسكري والسياسي في المنطقة".
وتابع عبد الرحمن، "معركة حمص تحمل رمزية كبيرة بالنسبة لجميع الأطراف المعنية في الصراع السوري، سواء كانت القوات السورية أو المعارضة أو القوى الإقليمية التي تسعى لتحقيق نفوذها في المنطقة، إنها اختبار حاسم للقوى المختلفة التي تحاول فرض سيطرتها".
وفي ظل التصعيد المستمر، تتزايد التوقعات بحدوث معارك واسعة في الأيام المقبلة، لكن يبقى السؤال مفتوحًا حول قدرة الأطراف المختلفة على حسم المعركة في حمص، وما يترتب عليها من تأثيرات عميقة على مستقبل الصراع في سوريا.
ويُنظر إلى معركة حمص على أنها نقطة محورية في مسار الحرب السورية، حيث تتشابك المصالح الإقليمية والمحلية، ويظل مصير المدينة والمنطقة بشكل عام معلقًا على نتائج هذه المعركة الحاسمة.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News