اقليمي ودولي

placeholder

العربية
الثلاثاء 10 كانون الأول 2024 - 15:00 العربية
placeholder

العربية

بالصور: رسائلٌ مأسوية من أقبية السجون السورية

بالصور: رسائلٌ مأسوية من أقبية السجون السورية

تستمر الفظائع والمشاهد الصادمة في التكشف من داخل أقبية السجون السورية، وذلك بعد أيام قليلة من سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد.

هذه الفظائع لا تقتصر فقط على أساليب التعذيب الوحشية، بل تمتد لتشمل قصصاً إنسانية مؤلمة تتجسد في رسائل سجين إلى أمه أو في الجداول اليومية التي يكتبها المعتقلون لتوثيق الأيام التي أمضوها في غياهب السجون، بعيداً عن عائلاتهم وأحبائهم.

في جولة صحافية قامت بها قناة "العربية" في أقبية السجون التابعة للمخابرات الجوية في مطار المزة العسكري بدمشق، كشفت كاميرات القناة عن الكتابات التي تركها المعتقلون على جدران السجون، في محاولة منهم لتوثيق معاناتهم وتذكير العالم بما مروا به. من رسائل مؤلمة إلى العائلات، مروراً بجداول الأيام التي لا تنتهي، إلى أسماء المعتقلين التي كانت تُكتب على الجدران كأثر للذاكرة التي تهرب من الزمان والمكان.

أحد المعتقلين كتب رسالة مؤثرة إلى والدته قائلاً: "اشتقت لتلك السيدة التي كانت توصيني أن أنتبه لنفسي، يا ليتها تعلم أني فقدت نفسي حين غاب وجهها". كلمات تكشف عن معاناة إنسانية تفوق التصور، حيث يختلط الألم النفسي والجسدي في آن واحد.

أما أسوأ المشاهد التي تم رصدها بعد إطلاق سراح المئات من المعتقلين في سجن صيدنايا، سيء السمعة، فكانت لحظات شديدة القسوة. حيث جرى العثور على العديد من المفقودين الذين قضوا سنوات في السجون السورية، بعضهم فاقد للذاكرة والبعض الآخر هزيل الجسم بسبب التعذيب الوحشي، مما يعكس صورة مأساوية لما تعرض له هؤلاء المعتقلون. وبين هؤلاء المفرج عنهم كانت جنسيات مختلفة، منها لبنانية وأردنية، ما يعكس حجم المعاناة التي لحقت بالكثير من الأسر العربية التي فقدت أحبائها بسبب الحرب والاعتقال التعسفي.

هذه القصص تتناثر في كل زاوية من زوايا السجون، وتكشف عن حجم المعاناة التي مر بها المعتقلون، وعن سنوات ضاعت في غياهب السجون دون أن يعرف ذووهم شيئاً عنهم. ومن بين القصص الأكثر إيلاماً هي قصص أولئك الذين غابوا لسنوات دون أن يعرف أحد مصيرهم، لتظهر الحقيقة أخيراً بعد سقوط النظام وتحرير السجون.

ما بعد سقوط الأسد في 8 كانون الاول 2024، بدأ العالم يتكشف عن فظائع لم يكن يتخيلها أحد. فشهادات المفرج عنهم تكشف عن أساليب التعذيب التي فاقت الخيال، حيث وثقت العديد من مقاطع الفيديو لحظات خروج السجناء من السجون في حالة صحية يرثى لها، هزيلين وضعفاء جراء التعذيب النفسي والجسدي المستمر.

إن ما يعيشه هؤلاء الضحايا هو صورة مصغرة عن معاناة ملايين السوريين الذين دفعوا ثمن الحرب من أرواحهم وأجسادهم، وجسدوا في تلك السجون مأساة لا تنتهي من الألم والخوف.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة