رفعت السفارة السورية في بيروت اليوم الثلاثاء، علم الثورة الأخضر، المعروف بنجماته الثلاث، بدلاً من العلم الذي كان يعتمده نظام الرئيس السابق بشار الأسد. جاء هذا التغيير في خطوة رمزية تعبيراً عن التحول الكبير الذي شهدته سوريا بعد سقوط نظام الأسد يوم الأحد الماضي.
نشرت السفارة السورية في بيروت تسجيلاً مصوراً على صفحتها الرسمية على موقع "فيسبوك"، يظهر لحظة رفع علم الثورة الأخضر، الذي أصبح معترفاً به رسمياً من قبل الجهات المعارضة منذ بداية سقوط نظام الأسد. وقد تم رفع العلم الجديد في إطار احتفالي وشعبي بعد تطورات الأحداث الأخيرة في سوريا التي أدت إلى الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد.
السفارة السورية في العاصمة اللبنانية بيروت تنشر مقطعا على حسابها في فيسبوك يوثق رفع "علم الثورة" الأخضر المعروف بنجماته الثلاث، بعد إنزال العلم الذي كان يعتمده نظام الرئيس السابق بشار الأسد.#الحرة #الحقيقة_أولا #شاهد_الحرة #سوريا #سقوط_نظام_الأسد pic.twitter.com/KosHZvlE5E
— قناة الحرة (@alhurranews) December 10, 2024
وكانت السفارة السورية في موسكو قد سبقت بيروت في رفع علم الثورة، يوم الإثنين الماضي، لتكون بذلك أول سفارة ترفع العلم الذي يرمز إلى الثورة السورية. يأتي هذا التطور في سياق التحولات السياسية الكبرى في سوريا، التي تزامنت مع انهيار النظام السوري الذي حكم البلاد لعدة عقود.
يتكون علم الثورة السورية من ثلاثة مستطيلات أفقية متوازية، ملونة بالأخضر والأبيض والأسود من الأعلى إلى الأسفل. وفي داخل المستطيل الأبيض، توجد ثلاث نجوم خماسية حمراء تمثل ثلاث مناطق جغرافية رئيسية في سوريا. يعتبر هذا العلم رمزًا للمعارضة السورية، ويعكس تآلف الشعب السوري ضد نظام الأسد ودعمه لمستقبل أكثر حرية.
على الجانب الآخر، كان العلم الذي اعتمده نظام الأسد يشتمل على نفس الألوان، لكنه كان يحمل في داخله نجمتين باللون الأخضر في المستطيل الأبيض. كان هذا العلم يُستخدم من قبل نظام الأسد طوال فترة حكمه، قبل أن يرفع العلم الجديد من قبل فصائل المعارضة السورية التي استولت على العديد من المناطق السورية.
في إطار التأكيد على التغييرات السياسية، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، في تصريح له اليوم الثلاثاء، إن "التمثيل السياسي للمعارضة السورية في قطر ما زال مستمراً". وأضاف الأنصاري أن السفارة السورية في الدوحة، التي كانت تعتبر آخر سفارات المعارضة في الخارج، أصبحت الآن "أولى سفارات سوريا الجديدة"، ما يعد خطوة هامة في تعزيز الاعتراف الرسمي بالسلطة الجديدة بعد سقوط النظام السوري.
هذا التحول في السفارات ورفع علم الثورة في بيروت وموسكو يأتي بعد أيام قليلة من سقوط نظام الأسد، الذي شهد تسارعاً غير مسبوق في أحداثه. في فجر الأحد، أعلنت فصائل المعارضة المسلحة سيطرتها على مداخل العاصمة دمشق، مما أسفر عن انهيار سريع للنظام بعد سنوات من القتال الدامي. وبذلك، يُعد هذا الحدث نقطة تحول هامة في تاريخ سوريا والمنطقة بأسرها.