أجبرت الفصائل السورية المسلحة، يوم الأحد، الرئيس بشار الأسد على مغادرة سوريا حفاظًا على حياته، حيث منح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للأسد حق اللجوء لأسباب إنسانية.
ووفقًا لموقع "ذا هيل" الأميركي، تجد كل من إيران وروسيا نفسيهما خارج دمشق الآن، حيث تراقبان من بعيد، بينما تخسران قواعد عمليات استراتيجية. فقد سحبت روسيا بعض قواتها البحرية من ميناء طرطوس الاستراتيجي في شرق البحر الأبيض المتوسط، الذي استخدمته موسكو لإبراز نفوذها في المنطقة على مدى سنوات. كما تستعد القوات الجوية الروسية لسحب معداتها من قاعدة حميميم الجوية في سوريا، التي كانت تعتبر نقطة محورية في ضرب الفصائل المسلحة التي دعمت نظام الأسد.
أما إيران، فقد خسرت أحد أهم ملاذاتها في سوريا، وهو ما أثر بشكل كبير على دعمها لوكلائها مثل حماس وحزب الله في المنطقة. كما أن حركات المعارضة السورية المسلحة، التي تتبنى فكرًا سنيًا متشددًا، كانت قد أسقطت الأسد، ويعتقد أن الزعيم الجديد لهذه الفصائل، أبو محمد الجولاني، قد يفتح أبواب التعاون مع إسرائيل، خاصة في ظل وجود أعداء مشتركين مثل حزب الله وإيران.
من ناحية أخرى، أكدت تقارير إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي يواصل ضرب أهداف استراتيجية في سوريا، وذلك ضمن سعيه لعدم السماح بوصول الأسلحة إلى الفصائل المتطرفة. وقد سيطر الجيش الإسرائيلي على منطقة جبل الشيخ في مرتفعات الجولان، التي تعتبر ذات موقع استراتيجي.
وفيما يخص إيران، فقد باتت مكشوفة وضعيفة، خاصة بعد تدمير شبكة دفاعها الجوي بسبب الضربات الجوية الإسرائيلية. ولهذا، فإن إيران تسعى بشكل عاجل إلى تسريع برنامجها النووي، رغم محاولات الإدارة الأميركية بقيادة الرئيس جو بايدن منع إسرائيل من مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية. لكن في 26 تشرين الأول، شنت إسرائيل هجومًا دمر منشأة أبحاث الأسلحة النووية في بارشين بإيران.
على صعيد آخر، فإن إيران قد تجد بديلاً عن وكيلها التقليدي في المنطقة، في "حركة الشباب" الصومالية، وهي جماعة تتبنى الخطاب الجهادي العالمي وتنتمي إلى تنظيم القاعدة. وترددت الأنباء عن صفقات أسلحة بين الحوثيين وحركة الشباب، وهو ما يراه المسؤولون الأميركيون تطورًا خطيرًا قد يزيد من زعزعة الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي.
مع هذا، تواصل إيران السعي للحصول على نفوذ من خلال وكيلها الجديد، وقد يكون "حركة الشباب" في القرن الأفريقي هو الخيار الأنسب لها.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News