بعد سقوط النظام... الإعلام الإسرائيلي يقرأ المشهد السوري بِقلق!

أفادت صحيفة "جيروزالم بوست" الإسرائيلية بأن "إسرائيل" تواجه بيئةً أمنيةً متقلبة بشكل كبير، إذ في الوقت الذي يوفر "زوال خصم طويل الأمد (نظام بشار الأسد)" فترة راحة قصيرة، فإن صعود جماعة "هيئة تحرير الشام" بالقرب من حدودها الشمالية يثير قلقًا بالغًا.

وفي مقال نُشر على صفحات الصحيفة الإلكترونية، أشارت الصحيفة إلى أن الجماعة المتمردة قد تعزز سلطتها عبر التطرّف، خاصةً في ظل افتقارها إلى احتمالات الحصول على مساعدات غربية لإعادة الإعمار بسبب مواقفها المتطرفة، مما يجعلها تهدد علنًا إسرائيل والسعودية. هذا التصعيد يضع البلدين في مرمى نيران جماعة تُحسن استغلال الفوضى.

وفيما يتعلق بالموقف الروسي، تساءلت الصحيفة عمّا إذا كانت موسكو ستتخلى عن منشأتها في طرطوس. إذ أن مثل هذا الانسحاب من شأنه أن يؤثر على هيبة الرئيس فلاديمير بوتين ونفوذه، خاصة إذا تم إجباره على الانسحاب أمام مجموعة أقل تجهيزًا بكثير من القوات الأوكرانية المدعومة من الغرب.

كما اعتبرت الصحيفة أن "فقدان موطئ القدم السوري يقوض استعراض القوة الروسية، ليس فقط في الشرق الأوسط، ولكن أيضًا في أفريقيا".

داخل سوريا، أشارت "جيروزالم بوست" إلى أن ساحة المعركة قد انقسمت إلى أجندات متنافسة. إذ ترى قوات سوريا الديمقراطية فرصة لتعزيز الحكم الذاتي، لكنها تظل مهددة من قبل تركيا ووكلائها في الجيش الوطني السوري. في الوقت نفسه، تسعى أنقرة لمنع الحكم الذاتي الكردي، مما قد يؤدي إلى تعميق تدخلها في سوريا ويعرضها لمخاطر كبيرة قد تشمل تورطًا مكلفًا وتوترًا مع كل من القدس وواشنطن. بينما لا تزال بقايا الميليشيات المدعومة من إيران قائمة، مما يجعل طهران تهديدًا دائمًا لإسرائيل، حتى لو تم إضعافها.

وتطرقت الصحيفة إلى أن الفصائل الجهادية تسعى لاستغلال الحدود السورية التي يسهل اختراقها، ما قد يؤدي إلى سيناريوهات محفوفة بالمخاطر، حيث أن الأردن قد يواجه صعوبة في محاولاته لاسترضاء الجهات الإسلامية الفاعلة، مما يشجعها على المزيد من التصعيد. كما أن العلاقة بين الأردن وحركات مثل الإخوان وحماس أصبحت أكثر خطورة على استقراره الداخلي وعلاقاته مع إسرائيل.

وفيما يتعلق بتداعيات انهيار سوريا، أشارت الصحيفة إلى أن الوضع سيؤثر سلبًا على الدول المجاورة، حيث أن لبنان يواجه مزيدًا من زعزعة الاستقرار في ظل تراجع نفوذ إيران. ومن دون دعم سوري موثوق، قد يضطر حزب الله إلى تعزيز قبضته على السياسة اللبنانية، ما يفاقم الأزمة الاقتصادية والسياسية المتفاقمة في البلاد.