"حماة الوطن" هو اسم الحملة التي أطلقتها السلطة الفلسطينية لعمليتها العسكرية في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية. لكن السؤال الذي تردد بقوة على منصات التواصل الفلسطينية والعربية كان: "ممن تحمي السلطة الفلسطينية الوطن؟ من قوات الإسرائيلي والمستوطنين أم من أبنائه المقاومين؟".
وأفادت مصادر لـ"الجزيرة" باستشهاد يزيد جعايصة، أحد قادة كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– برصاص أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، خلال اشتباكات مسلحة اندلعت السبت في محيط المخيم، الذي يخضع لحصار واسع تفرضه الأجهزة الأمنية منذ أكثر من خمسة أيام.
وانتقد نشطاء على منصات التواصل حملة "حماة الوطن"، معتبرين أن السلطة الفلسطينية لم تتحرك في مواجهة هجمات المستوطنين والجنود الإسرائيليين على الضفة الغربية. وأكدوا أن السلطة تُسهم في نزع سلاح المخيمات المستخدم في الدفاع عن النفس، بالتزامن مع ما وصفوه بـ"حملة التطهير العرقي التي ينفذها الجيش الإسرائيلي". وعلق أحد النشطاء: "حماة إسرائيل، وليس بحماة الوطن".
كما تساءل مدونون عن غياب "حماية الوطن" أمام اعتداءات المستوطنين واقتحامات قوات اسرائيل اليومية لمدن وقرى الضفة الغربية والمسجد الأقصى. وكتب أحدهم تعليقًا على عملية السلطة الفلسطينية في المخيم: "تخيّل أن هؤلاء هم شركاء الوطن الذين ينادي البعض بالاتحاد معهم في سلطة واحدة وحكم واحد. هم أول محتلّيه".
السلطة الفلسطينية تطلق حملة ضد المقاومين في مخيم جنين تحت مسمى “حماة الوطن”، وتغتال القائد في كتيبة جنين، يزيد جعايصة، المطلوب للجيش الإسرائيلي. وأسفرت الحملة عن عدد كبير من الإصابات، بينهم أطفال.
— Tamer | تامر (@tamerqdh) December 14, 2024
السلطة، التي لم تحرك ساكنًا أمام هجمات المستوطنين والجنود الإسرائيليين على الضفة… pic.twitter.com/DWT0Z9Iv6p
وأشار آخرون إلى أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة والمدعومة من الجيش الإسرائيلي، تنفذ حملتها بادعاء سحب الذرائع التي تستغلها اسرائيل لاقتحام المدن. لكنهم أكدوا عجزها عن مواجهة التمدد الاستيطاني ومخططات اسرائيل الرامية لإذلال الفلسطينيين.
واتهم البعض الرئيس الفلسطيني محمود عباس وزمرته بالسعي إلى البقاء في السلطة بأي ثمن، "حتى لو كان ذلك على حساب دماء الشهداء الفلسطينيين والأقصى".
في المقابل، حمل آخرون أهالي الضفة الغربية مسؤولية ما يجري، قائلين إن سكوتهم عن ممارسات السلطة في المخيمات وملاحقة المقاومين يعني موافقتهم الضمنية على تصفية المقاومة والبقاء تحت سلطة اسرائيل.
وفي بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية (وفا)، قال المتحدث باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية أنور رجب إن "الأجهزة الأمنية بدأت في الساعة الخامسة من فجر يوم السبت مرحلة حماية الوطن، وهي العملية ما قبل الأخيرة في المخيم بهدف استعادته من سطوة الخارجين على القانون الذين نغصوا على حياة المواطنين".
وأضاف البيان أن "المسلحين في جنين جزء من الخارجين على القانون والمهددين للسلم الأهلي"، مؤكدًا أن الأجهزة الأمنية ماضية في إنفاذ القانون وملاحقة كل من يهدد الأمن المجتمعي أو يُسهّل على اسرائيل تنفيذ مخططاتها.