"ليبانون ديبايت"
مع سقوط نظام الأسد، بدأ الحديث عن أن إعادة إعمار سوريا ستتم عبر لبنان، مما قد يشكّل فرصة كبيرة للبنان لتحقيق مكاسب اقتصادية. لكن، هل هذا الأمر واقعي؟ وهل سيكون للبنان دور أساسي في هذه العملية؟
في هذا الإطار، أكّد الخبير الاقتصادي أنطوان فرح، في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، أن "لا شك أنّه في الظروف الطبيعية، يُعتبر لبنان بموقعه الجغرافي، بمرافقه، بكوادره البشرية وبقطاعه المالي، نقطة قوّة أساسية تسمح له أن يكون المنصّة الرئيسية المعتمدة في ورشة إعادة الإعمار في سوريا، في حال انطلقت هذه الورشة. لكن في ظل الظروف الحالية، يمكن تسجيل النقاط التالية:
أولًا، لبنان ليس في وضع طبيعي. القطاع المالي، الذي يُعتبر الشريان الأساسي الذي كان يمكن استخدامه في مشروع إعادة الإعمار، حاليًا مُعطّل. القطاع المالي في لبنان في وضع غير طبيعي، وهو ينتظر خطة النهوض للعودة إلى السوق بشكل طبيعي. وهذه الخطة تحتاج إلى تفاهم مع صندوق النقد الدولي وإلى حوار مع الدائنين، وهي خطة شاملة كان يُفترض تنفيذها على مدى خمس سنوات، لكنّها لم تتحقق قبل الحرب.
وأضاف، إذا أراد لبنان أن يستفيد من احتمالية أن يكون منصّة لورشة إعادة الإعمار، عليه أولًا تنفيذ خطة الإنقاذ الشاملة الداخلية، ليعود القطاع المالي إلى العمل بشكل طبيعي. بدون ذلك، سيكون موقف لبنان ضعيفًا جدًا في ورشة إعادة الإعمار.
وتابع، في حال تحقّقت هذه الخطوة، هناك معطيات تسمح للبنان بأن يكون منصّة أساسية لهذا المشروع:
- المرافئ اللبنانية يمكن استخدامها.
- الطريق البرية يمكن استخدامها أيضًا.
- الشركات اللبنانية يمكن أن تساهم بفعالية في المشروع.
- الأفراد اللبنانيون، الذين يعملون على خط العلاقات بين الشرق والغرب، قادرون على أن يكونوا وسطاء بين الشركات العالمية والسوق المحلي السوري في ورشة إعادة الإعمار.
وبالتالي، المعطيات متاحة وكبيرة لاستفادة لبنان من هذه الظروف، لكن الشرط الأساسي يبقى تنفيذ خطة الإنقاذ الداخلي، ليعود لبنان إلى وضعه الطبيعي ويتخلّص من كونه دولة مفلسة.
وأشار إلى أنه "حتى الشركات في الخارج لا تستطيع التعامل مع المصارف اللبنانية حاليًا في وضعها الحالي، حتى لو أرادت ذلك. وتجاوزت مسألة خطة الإنقاذ غير ممكن لأنّ التصنيف العالمي للبنان في مستوى متدنٍ جدًا، ما يجعل المخاطر كبيرة. وبالتالي، غير مسموح للشركات العالمية التعامل مع القطاع المالي اللبناني بشكل طبيعي".
وختم فرح، بالقول: "إذا استطاع لبنان أن يباشر بخطة الإنقاذ بسرعة، وفي حال انطلقت ورشة إعادة الإعمار في سوريا، فإنّ دور لبنان سيكون أساسيًا، وسيستفيد منه الاقتصاد اللبناني بشكل كبير جدًا."
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News