"إجراء مؤقت"... التوغل الإسرائيلي جنوب سوريا يثير غضب السكان

على الرغم من تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي تؤكد أن الاحتلال الجديد للأراضي جنوب سوريا هو "إجراء مؤقت" يهدف إلى تعزيز أمن إسرائيل من أي هجمات، إلا أن الواقع على الأرض يثير القلق.

منذ سقوط حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، تمكن الجيش الإسرائيلي من احتلال عدة مواقع جنوب سوريا على طول الحدود مع إسرائيل. وقد شهدت الأيام الأخيرة تصعيدًا جديدًا، حيث أطلق الجنود الإسرائيليون النار على مظاهرة نظّمها عشرات السوريين في بلدة المعرية ضد الوجود الإسرائيلي، ما أدى إلى إصابة رجل في ساقه، والجيش الإسرائيلي من جهته برر ذلك قائلاً أن "قواته تصرفت وفقًا لإجراءات العمل المعتادة"، مدعيًا أن "المظاهرة اقتربت من حدوده".

لكن هذا البيان لم يمر دون رد، حيث أكد سكان محليون في المنطقة أن "القوات الإسرائيلية تمنع المزارعين من الوصول إلى حقولهم"،كما عبّر أهالي في قرى ريف درعا الغربي عن استيائهم من التواجد الإسرائيلي في منطقة حوض اليرموك، مؤكدين أن "التوغل الإسرائيلي بدأ في قرى القنيطرة وريف درعا الغربي بعد سقوط نظام الأسد".

وقالوا أن "القوات الإسرائيلية بدأت تدخل هذه القرى لتفتيشها والبحث عن الأسلحة، كما تمنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم في وادي اليرموك ومتابعة أعمالهم الزراعية وتربية مواشيهم".

في هذا السياق، ناشد كامل صالح دمارة، مختار قرية معرية الذي كان في منصبه منذ 60 عامًا، السلطات العسكرية السورية بالتدخل لطرد القوات الإسرائيلية من أراضيهم، وأكد أن "إسرائيل تسببت في تعطيل الحياة الطبيعية في المنطقة"، بينما أضاف المهندس أحمد دمارة من قرية دمارة أن "التوغل الإسرائيلي وصل إلى مسافة أكثر من 400 متر داخل الأراضي السورية في قرية أم علي"، معتبراً أن "وجود إسرائيل في المنطقة هو أمر مرفوض تمامًا".

فيما يتعلق بالوضع الدولي، كان مجلس الأمن الدولي قد وافق بالإجماع على قرار بتمديد عمل قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة على الحدود السورية الإسرائيلية، مشددًا على ضرورة الحفاظ على المنطقة العازلة منزوعة السلاح وعدم وجود أنشطة عسكرية فيها.

وفي الوقت نفسه، أكد نتنياهو أن "القوات الإسرائيلية ستظل في المنطقة العازلة في المستقبل المنظور"، مشيرًا إلى أن "إسرائيل استولت على المنطقة بعد انهيار حكومة الأسد".

كما أكد القرار الدولي على ضرورة احترام اتفاقية فض الاشتباك بين القوات لعام 1974، التي أنهت حرب 1973 بين سوريا وإسرائيل، وأنشأت المنطقة العازلة.