بين الحرب والضغط النفسي: أرقام هائلة عن انتحار الجنود الإسرائيليين

أعلن الجيش الإسرائيلي عن ارتفاع عدد القتلى في صفوفه إلى 921 قتيلًا خلال السنتين الأخيرتين، منهم 38 حالة انتحار، وهي النسبة الأعلى في الخسائر البشرية التي يتعرض لها منذ سنوات. هذه الزيادة تعود إلى ضراوة الحرب أولًا، والحالة النفسية السيئة التي يعاني منها الجنود، خاصة في صفوف الاحتياط.

وقد تداولت وسائل إعلام إسرائيلية هذا الخبر، مشيرة إلى أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية قد وظفت حوالي 800 مختص في الصحة النفسية، لكنها لا تزال تواجه صعوبة في التعامل مع الوضع. وأوضح الجيش الإسرائيلي أن عدد القتلى بين عامي 2023 و2024 بلغ 921 قتيلًا، منهم 891 مقاتلًا قضوا منذ بداية الحرب، ويشمل هذا الرقم حالات الانتحار التي سجلت أعلى مستوياتها منذ تأسيس دولة إسرائيل، وفقًا لصحيفة "يديعوت أحرونوت".

وتوزعت الأعداد على النحو التالي: 528 جنديًا لقوا حتفهم في عام 2023، و363 جنديًا في عام 2024، حسب البيانات.

أما بالنسبة للانتحار، فقد أشارت المعطيات إلى أن 17 جنديًا انتحروا في عام 2023 بسبب الحرب، منهم 7 في الخدمة الإلزامية، و4 في الخدمة الدائمة، و6 في الاحتياط، وهو ما يعد زيادة عن العام السابق حيث تم تسجيل 14 حالة انتحار فقط. وفي عام 2024، ارتفع العدد إلى 21 حالة انتحار، بينهم 7 جنود في الخدمة الإلزامية، و2 في الخدمة الدائمة، و12 في الاحتياط، وجميعهم من الذكور.

كما ذكر الجيش الإسرائيلي أن 65 جنديًا لقوا حتفهم منذ بداية الحرب نتيجة حوادث "عملياتية" في غزة ولبنان. وأوضح الجيش أنه يتوقع زيادة عدد المنتحرين بعد انتهاء الحرب، وأنه قد وظف عددًا كبيرًا من المختصين في الصحة النفسية لمساعدة الجنود على الاستمرار. كما أنشأ مركزًا جديدًا للصحة النفسية يتوزع على عيادات نفسية في مختلف أنحاء البلاد، وزاد من الدعم النفسي المقدم للجنود، خاصة المقاتلين.

ورغم هذه الجهود، يعترف الجيش الإسرائيلي بأنه لا يزال يواجه صعوبة في تقييم الحالة النفسية والقدرة الطبية لجندي الاحتياط، خاصة إذا كان قد عاد للخدمة في سن متقدمة بعد انقطاع طويل، مثل الآلاف من مقاتلي الاحتياط الذين يتم دمجهم حاليًا في فرقة داوود الجديدة في الفئة العمرية بين 40 و60 عامًا، وفقًا للصحيفة.