إيطاليا تتحدى المحكمة الجنائية: "نتنياهو مرحب به"

أكدت الحكومة الإيطالية لإسرائيل أنها لن تعيق زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى إيطاليا، رغم صدور مذكرة توقيف دولية بحقه من المحكمة الجنائية الدولية، وفق ما أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر خلال زيارته إلى روما.

كشف جدعون ساعر أنه ناقش مع نظيره الإيطالي أنتونيو تاياني ووزير العدل كارلو نورديو مذكرة التوقيف الصادرة بحق نتنياهو في تشرين الثاني من المحكمة الجنائية الدولية، والتي تتهمه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة في أعقاب هجوم حركة حماس في 7 تشرين الأول 2023.

وقال ساعر، وفقًا لوكالتي الأنباء الإيطاليتين "أنسا" و"آغي": "ليس من عاداتي أن أكشف عما قيل، لكن ما من مشكلة لأي شخص في القدوم إلى روما، حتى نتنياهو".

ورداً على سؤال لاحق، أوضح وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني: "هناك حصانات ينبغي احترامها".

المحكمة الجنائية الدولية كانت قد أصدرت مذكرات توقيف بحق نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، متهمة إياهما بارتكاب جرائم حرب خلال العملية العسكرية الإسرائيلية على غزة، التي خلفت آلاف الضحايا ودمرت البنية التحتية للقطاع، ردًا على هجوم حماس الذي أودى بحياة أكثر من 1200 شخص في إسرائيل وأدى إلى خطف مئات الرهائن.

وشهدت الحكومة الإيطالية تباينًا في المواقف بشأن مذكرة المحكمة.

فقد شدد وزير الدفاع غيدو كروزيتو في البداية على أن القانون الدولي يلزم إيطاليا بتوقيف نتنياهو في حال دخوله أراضيها.

اما نائب رئيسة الوزراء ماتيو سالفيني فقد أبدى موقفًا مختلفًا، مؤكدًا أن نتنياهو مرحب به في إيطاليا.

وتعد هذه الأزمة جزءًا من تداعيات الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني الذي تفجر بشكل غير مسبوق في تشرين الأول 2023. بدأت الأزمة بهجوم واسع من حماس على بلدات إسرائيلية، أعقبه رد عسكري إسرائيلي عنيف على غزة استمر لأسابيع، وأسفر عن أعداد كبيرة من الضحايا في كلا الجانبين. وفي حين واجهت إسرائيل انتقادات دولية حادة بسبب القوة المفرطة، دافعت عن نفسها بالقول إن العملية جاءت لضمان أمن مواطنيها.

تشكل مذكرة المحكمة الجنائية الدولية تحديًا قانونيًا ودبلوماسيًا كبيرًا لكل من إسرائيل والدول التي تربطها بها علاقات وثيقة. ففي حال تجاهل الدول المذكرة، قد يواجه النظام القانوني الدولي اتهامات بالازدواجية.