اقليمي ودولي

placeholder

سكاي نيوز عربية
السبت 18 كانون الثاني 2025 - 17:32 سكاي نيوز عربية
placeholder

سكاي نيوز عربية

"محاولة متعمدة وشيطانية"... "مرض غامض" أثناء تنصيب رئيس أميركا

"محاولة متعمدة وشيطانية"... "مرض غامض" أثناء تنصيب رئيس أميركا

احتفلت الولايات المتحدة، في 4 آذار 1857، بتنصيب الرئيس المنتخب جيمس بيوكانان، لكن خلف ابتسامة بيوكانان المتوترة وسط هذه الأجواء البهيجة، كان يخفي مرضًا يعصف بجسده في تلك اللحظات.

ووفقًا لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، كان بيوكانان يقيم في فندق "ناشيونال هوتيل" الراقي في واشنطن، وهو الفندق الذي أقام فيه مع معظم فريقه قبل حفل التنصيب، وكانوا جميعًا يعانون من أعراض معوية متنوعة، مثل الإسهال الشديد والارتعاش.

خلال الأيام التالية، أصيب مئات الأشخاص الذين حضروا مراسم التنصيب بنفس الأعراض، مما أدى إلى وفاة ما لا يقل عن 30 شخصًا. وفي شهادة لابن أخ بيوكانان، جيمس بيوكانان هنري، بعد سنوات، قال: "كنا نخشى أن يتعرض بيوكانان لإحراج شديد أثناء مراسم التنصيب بسبب ما كان يعرف آنذاك بمرض ناشيونال هوتيل".

وكان بيوكانان نفسه غير واثق من قدرته على إلقاء خطاب التنصيب، لدرجة أنه طلب من أحد الأطباء أن يبقى بجانبه. وفي مقال نشر بتاريخ 7 أيار من نفس العام، أفادت صحيفة "Pittsfield Sun" بأن المرض الذي أصاب نزلاء فندق ناشيونال أثناء مراسم التنصيب كان نتيجة "محاولة متعمدة وشيطانية لتسميم الرئيس وأصدقائه المقربين!".

في ذلك الوقت، كانت البلاد منقسمة على شفا حرب أهلية، وحقق بيوكانان انتصارًا بصعوبة في انتخابات مثيرة للجدل، كان بيوكانان شخصية مثيرة للجدل، حيث كان شماليًا متعاطفًا مع الجنوب والعبودية، مما جعله شخصية غامضة أثارت استياء دعاة إلغاء العبودية، وفقًا لما ذكرته "واشنطن بوست".

قال الأستاذ الفخري في كلية غيتيسبرغ، كيري والترز، أن "بعض الناس كانوا مقتنعين تمامًا بأن بيوكانان تعرض للتسميم".

وكانت أصابع الاتهام قد وجهت إلى فندق "ناشيونال"، وهو مبنى فخم في شارع بنسلفانيا كان معروفًا بزوارها المرموقين، وكان بيوكانان قد أقام في هذا الفندق في كانون الثاني 1857 أيضًا، وأصيب بالمرض آنذاك أيضًا.

تم دعوة مجلس الصحة في واشنطن لفحص الفندق، وأعلن في شباط من نفس العام أن "المبنى خالٍ من أي أسباب قد تسبب المرض". رغم ذلك، قرر بيوكانان العودة إلى الفندق أثناء مراسم التنصيب كعلامة على الثقة في مدير الفندق، الذي كان أحد معارفه القدامى، وكان بيوكانان حذرًا هذه المرة، واكتفى بتناول البسكويت فقط، وفقًا لما ذكره والترز، لكن الأعراض عادت إليه بقوة، وأصيب أفراد فريقه مرة أخرى.

وخلال الأيام التالية، أصيب العديد من أعضاء الكونغرس والصحافيين والشخصيات البارزة بنفس المرض الغامض، الذي أطلق عليه الصحافيون اسم "قبضة بوكانان"، وقد أرجع بعض المحققين المرض إلى "المياسما"، وهي عدوى تنقل عبر الهواء بسبب الغازات أو الأبخرة المنبعثة من الصرف الصحي.

لكن ما لم يكن معروفًا آنذاك، وفقًا لأبحاث لوي باستور لاحقًا، هو أن مصدر المرض كان الجراثيم، ووفقًا لمجلة "Scientific American"، كان الكوليرا، الناتج عن مياه الصرف الصحي، هو السبب المحتمل لهذا المرض.

ورغم تعافيه من المرض، استمر بيوكانان في معاناته من مشكلات صحية لسنوات بعد الحادثة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة