اقليمي ودولي

placeholder

العربية
الثلاثاء 21 كانون الثاني 2025 - 15:11 العربية
placeholder

العربية

أرباح قناة بنما "تُغري" ترامب... ورسالةٌ روسية تحذيرية!

أرباح قناة بنما "تُغري" ترامب... ورسالةٌ روسية تحذيرية!

بعد أكثر من 100 عام من بناء قناة بنما التي ربطت بين المحيطين الأطلسي والهادئ، وأكثر من 25 عاماً على إعادتها إلى بنما من قبل الولايات المتحدة، عاد الممر المائي إلى واجهة التوترات السياسية. في خطاب تنصيبه يوم الاثنين، هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب باستعادة القناة، قائلاً: "لقد أعطيناها لبنما، وسوف نستعيدها مرة أخرى". تصريحات ترامب لاقت استنكاراً في بنما ودفعت بالعديد من التساؤلات حول دوافعه في ظل الوضع الحالي.

في خطابه، أضاف ترامب: "لقد نكثت بنما بعهدها لنا، وتم انتهاك الغرض من الاتفاقية وروح المعاهدة بشكل كامل، فالسفن الأميركية تفرض عليها رسوم باهظة للغاية، ولا يتم معاملتها بشكل عادل بأي طريقة ولا شكل، بما في ذلك البحرية الأميركية". كما أشار إلى ما وصفه "بالخطر" من إدارة الصين للقناة قائلاً: "فوق كل شيء، تدير الصين قناة بنما، ونحن لم نعطها للصين، لقد أعطيناها لبنما، وسوف نسترجعها مرة أخرى".

ولكن لماذا يصر ترامب على استعادة القناة التي تعتبر مصدر دخل رئيسي لبنما؟ على الرغم من أن القناة تمثل ركيزة أساسية لاقتصاد بنما، التي جنت منها مليارات الدولارات، لا سيما بعد توسيع القناة في 2016. حيث حققت القناة في عام 2024 أرباحاً إجمالية بلغت نحو 5 مليارات دولار، ويعتمد حوالي 23.6% من الدخل السنوي لبنما على القناة والشركات التي تقدم خدمات مرتبطة بعمليات القناة.

وفي عام 2007، بدأت بنما تنفيذ أكبر توسعة للقناة منذ إنشائها، وهي مجموعة جديدة من الأقفال التي سمحت بمرور سفن أكبر حجماً بكثير من تلك التي كانت تعبر القناة سابقاً. وقد كلفت هذه التوسعة بنما أكثر من 5 مليارات دولار، لكنها ساهمت بشكل كبير في زيادة حركة المرور البحرية وزيادة عائدات القناة، مما ساعد على تعزيز الاستقرار الاقتصادي في البلاد.

إضافة إلى ذلك، تُعتبر قناة بنما من أهم الطرق المائية في العالم، حيث تمر عبرها حوالي 5% من إجمالي حركة المرور البحرية العالمية، مما يضعها في موقع استراتيجي حيوي. ورغم أن بنما تدير القناة بنجاح، فإن تصريح ترامب أثار مخاوف لدى المسؤولين البنميين الذين أكدوا أنهم لن يقبلوا بأي محاولة للاستيلاء على الممر المائي المربح.

وفي سياق متصل، وجهت روسيا رسالة، اليوم الثلاثاء، للرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب، تحذره فيها من الاستيلاء على قناة بنما سواء بالإكراه العسكري أو الاقتصادي.

وبحسب ما نقلته صحيفة "بوليتيكو" عن وسائل إعلام روسية، قال ألكسندر شيتينين، مدير قسم أميركا اللاتينية بوزارة الخارجية الروسية: "نتوقع أنه خلال المناقشات المتوقعة بين قيادة بنما والرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن قضايا السيطرة على قناة بنما، ستحترم الأطراف النظام القانوني الدولي الحالي لهذا الممر المائي الرئيسي".

وأضاف: "تؤكد روسيا التزاماتها بالحفاظ على الحياد الدائم لقناة بنما، وتدعو إلى إبقاء هذا الممر المائي الدولي آمنًا ومفتوحًا، الولايات المتحدة ليس لديها الحق في التدخل في الشؤون الداخلية لبنما".

تربط قناة بنما بين المحيطين الأطلسي والهادئ وهي واحدة من أهم طرق التجارة في الولايات المتحدة، حيث يمر بها حوالي 40 بالمئة من جميع سفن الحاويات في البلاد.

وكان قد أثار تهديد ترامب بشأن القناة الشهر الماضي غضبا حادا من الرئيس البنمي خوسيه راؤول مولينو، الذي وصف هيمنة بلاده الواقعة في أميركا الوسطى على الممر المائي بأنها "غير قابلة للتفاوض".

وقال مولينو: "بصفتي رئيسًا، أريد أن أصرح بوضوح أن كل متر مربع من قناة بنما والمنطقة المجاورة لها ملك لبنما وسيظل كذلك".

من جانب آخر، كان ترامب قد انتقد في عام 2011 سياسات بنما تجاه القناة، قائلاً إن "بنما تسير على ما يرام مع القناة، وهناك العديد من العمال، وهناك الكثير من فرص العمل. لقد أعطت الولايات المتحدة القناة بغباء دون مقابل". لكن بنما، التي تعيش في بيئة سياسية معقدة وتعتمد بشكل كبير على القناة، تبدو حريصة على الحفاظ على سيادتها على هذا الممر المائي.

في الختام، ما زالت تهديدات ترامب تلقي بظلالها على مستقبل العلاقة بين الولايات المتحدة وبنما، حيث يبدو أن القناة ستكون محور التوترات بين البلدين. بينما تأمل بنما في الحفاظ على وضعها الحالي وتعزيز علاقاتها الجيدة مع واشنطن، فإن شبح التدخل الأميركي قد يكون له تداعيات كبيرة على استقرارها الاقتصادي والسياسي.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة