ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أن وقف إطلاق النار الذي تم إعلانه مع "حزب الله" في الشمال ومع حركة حماس في الجنوب، ينطوي على تحدٍ واحد يتلخص في إبعاد المسلحين عن حدود إسرائيل، ولكن هناك اختلافات جوهرية تتعلق بمن ستكون له السيطرة في اليوم التالي.
وقالت الصحيفة إن إسرائيل، كما ستفعل مع حزب الله، ستعمل على منع إعادة تموضعه وتعزيز قدراته على طول الحدود الشمالية. وبالمثل، فإنها لن تسمح لحركة حماس بإعادة بناء قدراتها العسكرية التي وصفتها بالقاتلة على طول الحدود الجنوبية.
وبحسب الصحيفة، من المقرر أن ينتهي وقف إطلاق النار في لبنان الذي بدأ في السابع والعشرين من تشرين الثاني 2024، في السادس والعشرين من كانون الثاني 2025.
وبذلك سيدخل الاتفاق مرحلة حرجة في غضون أسبوعين، مع بدء المفاوضات بشأن المرحلة الثانية التي تشمل إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين، والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة.
ويتوقع العديد أن يتم تمديد وقف إطلاق النار في لبنان لمدة شهر آخر على الأقل للسماح بتنفيذ شروط الاتفاق، التي تشمل تحرك مقاتلي حزب الله نحو شمال نهر الليطاني، وانسحاب الجيش الإسرائيلي جنوب الخط الأزرق، ونشر الجيش اللبناني في جنوب لبنان للسيطرة على مواقع حزب الله وتفكيك بنيته التحتية المُحصنة.
وقالت الصحيفة إن منطق هذا الترتيب واضح: "إسرائيل لم تعد قادرة على التسامح مع تنظيم مسلح ملتزم علنًا بتدميرها، ويتواجد مباشرة على حدودها". وأشارت إلى أن تفكيك قدرات حزب الله يعتبر خطوة ضرورية لمنع التهديدات المستقبلية.
وفيما يتعلق بقطاع غزة، قالت الصحيفة إن إسرائيل لن تسمح لحماس بإعادة بناء قدراتها العسكرية القاتلة على طول الحدود الجنوبية، وهو ما تم التأكيد عليه بعد مشاهدة عناصر حماس وهم يرتدون زيًا عسكريًا ويتنقلون في شاحنات صغيرة بيضاء في شوارع القطاع.
ومع ذلك، رغم استمرار وجود حماس، فإن الشروط التي ستطرحها إسرائيل لوقف إطلاق النار الدائم في غزة ستكون مشابهة لتلك التي تم تطبيقها في لبنان، والتي تتضمن نزع سلاح التنظيمات وإبعادها عن الحدود الإسرائيلية.
وأوضحت الصحيفة أن الفارق بين لبنان وغزة هو وجود حكومة في لبنان لديها طموحات لاستعادة السيادة، مدعومة من قبل الغرب.
في المقابل، فإن غزة تفتقر إلى حكومة مماثلة، ولا توجد هناك قوة قادرة على استعادة السيطرة على القطاع من حركة حماس. وأضافت الصحيفة أن حماس لا تظهر أي نية للتخلي عن السلطة طواعية، بل أبدت استعدادها لتقاسم الحكم مع السلطة الفلسطينية، وهو السيناريو الذي ترفضه إسرائيل بسبب عدم ثقتها في السلطة الفلسطينية.
واختتمت الصحيفة بتأكيد أن وقف إطلاق النار يقدم فرصة، ولكن لا يقدم أي ضمانات. التحدي الذي يواجه إسرائيل الآن هو منع غزة من العودة لتكون أرضًا خصبة للمسلحين. هذا يعتمد على العزم الدولي، وعلى ما إذا كانت الدول المانحة ستربط المساعدات بنزع سلاح حماس أم لا. وإذا لم يحدث ذلك، فقد يكون الهدوء قصير الأجل، مما سيدفع إسرائيل إلى التحرك مجددًا.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News