حذّرت مؤسسات حقوقية دولية مرموقة في لندن من قيام كل من إيران وتنظيم داعش الإرهابي بتنفيذ عمليات وتفجيرات عبر انتحاريين في كل من دمشق ومدن الساحل السوري، وذلك تحت شعارات طائفية بهدف إشعال التوترات والحرب الأهلية.
وكشفت تلك المصادر أن التعاون والتنسيق بين الحرس الثوري الإيراني وتنظيم داعش بدأ بشكل مكثف في شهر حزيران من العام 2021، مشيرة إلى أن الطرفين هما اليوم أصحاب المصلحة الوحيدة في زعزعة الأوضاع في سوريا، حيث تضررت مصالحهما بشكل كبير بعد سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد.
ووفقاً للتعاون بين الطرفين، بدأت الميليشيات الإيرانية بالانسحاب من مركز ثقلها في مدينة دير الزور شرق سوريا، تاركة أسلحتها ومعداتها العسكرية لصالح داعش في 4 كانون الأول من العام الماضي، أي قبل الإطاحة بالنظام السابق في دمشق بأربعة أيام.
ولاحظ مراقبون أن داعش لم يُهاجم الإيرانيين مطلقاً، حتى أن تجارة الكبتاغون التي كانت تمر عبر البادية السورية كانت تُحفظ من قبل داعش.
وفي العام الماضي، نفذ التنظيم الإرهابي 491 عملية ضد النظام السوري، ومواقع قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، دون أن يتضمن ذلك أي هجمات ضد الميليشيات الإيرانية أو المقاتلين السوريين العاملين معها.
كما لم يستبعد المرصد السوري لحقوق الإنسان حدوث تفجيرات إرهابية تستهدف الإدارة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع بشكل مباشر في دمشق، خاصة مع تدهور العلاقات بين هيئة تحرير الشام التي قادت العمليات العسكرية للإطاحة بالنظام السابق، وكل من طهران وتنظيم داعش.
وفي هذا السياق، كان تنظيم داعش قد اتهم هيئة تحرير الشام سابقاً بالتعاون مع الولايات المتحدة وتزويد استخباراتها بإحداثيات مواقع قادة داعش في سوريا والعراق لقصفهم وقتلهم، وعلى رأسهم أبو بكر البغدادي وغيره من القادة الإرهابيين.
من جانبه، أفاد المرصد السوري عبر منصاته الإلكترونية بأن الأحداث الراهنة في المنطقة توفر فرصة لكل من داعش وإيران لزرع الفوضى داخل الأراضي السورية، لا سيما بعد ضعف حزب الله، والرفض المتزايد من أبناء الطائفة العلوية للانصياع لإيران، سواء من خلال التسلح أو تأييد طهران في البيانات والتصريحات أو عبر الحصول على الأموال. كما أن أبناء الطائفة الشيعية في سوريا باتوا غاضبين من إيران، خصوصاً بعد أن تركتهم لمصيرهم.
وأثار المرصد الحقوقي، الذي يتخذ من العاصمة البريطانية مقراً له، تساؤلات حول القضاء على مصانع الكبتاغون التي كانت تشرف عليها إيران في سوريا، وكذلك حول وجود أطفال مشردين استخدمتهم الميليشيات الإيرانية في تجارة المخدرات، حيث تعرض عدد منهم للقتل في الأيام الأخيرة.
وحذّر المرصد من أن إيران، التي تاجرت بكل شيء في سوريا من الأطفال إلى تدمير البلاد، لن ترضى بالأوضاع الحالية هناك، مؤكداً أن الأطراف الوحيدة التي لديها مصلحة في عدم استقرار الأوضاع في الأراضي السورية هي طهران وتنظيم داعش الإرهابي.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News