"ليبانون ديبايت"
لا شك أن عملية خلط أوراق واسعة النطاق بدأت في أكثر من مجال، اعتباراً من يوم الأحد الماضي على الساحة المحلية، وذلك على وقع التطورات الجنوبية. وفي هذا السياق، يتوقف الكاتب والمحلل السياسي داوود ابراهيم، عند انشغال قسم لا يستهان به من اللبنانيين بانعكاسات ما جرى في الجنوب على صعيد السياسة الداخلية، أكثر من تقديرهم لما جرى أو تفاعلهم معه على مستوى وطني بمواجهة عدو مغتصب، ومحاولات البعض تفسير المشهدية من حيث كيف يتم "تقريشها" في المسائل المتصلة بحجم التمثيل وانعكاسه على التشكيلة الحكومية، أكثر من التعامل مع الموضوع من زاوية أن أبناء الأرض عادوا إليها، خلافاً لما كان البعض يرِّوج أنهم يريدون البقاء في مناطق نزوحهم وذلك بهدف خلق الفتنة وتعزيز الإنقسام.
وفي حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت" يستغرب المحلل ابراهيم، الأداء الرسمي الذي "استلحق نفسه بالعائدين إلى أرضهم ولم يسبقهم أو لم يكن معهم بل لاقاهم متأخراً ربما خوفاً من أن تتّسع الهوة بين أبناء هذه الأرض ومن تعامل معهم على أنهم أصبحوا بلا سند ولم يكترث بمصابهم، وكان همّه أن موازين القوى وبنتيجة فعل العدو اختلّت".
وبمعزل عمّن هو على صواب أو على خطأ، يرى ابراهيم، أن ما حصل قبل عودة الأهالي إلى أرضهم في الجنوب، كان "محاولة للبناء على ما ألحقه العدو بفريق لبناني أو بمحور إقليمي، وقد أكد المشهد الميداني أن أبناء الأرض لن يتخلوا عنها بل سينتجون مقاومات أخرى للتصدي لأطماع العدو الذي سيكون من الصعب تخطّي ما ارتكبه من مجازر أكان في لبنان أو في فلسطين للتسويق لسلام معه أو حتى لتطبيع".
ورداً على سؤال حول ما إذا كان اتفاق وقف النار مهدد بتمديد ثالث بعد الثاني، يشير ابراهيم إلى أن "لبنان احترم وقف إطلاق النار منذ اللحظة الأولى، فيما لم تتوقف إسرائيل عن خرقه وبشكل يومي، ووقفت الجهات الدولية الضامنة له إلى جانب المعتدي مبررةً له كل ما يقوم به من اعتداءات، فيما تطالب إسرائيل اليوم بتمديد المهلة التي تتيح لها البقاء في لبنان، وخرق وقف إطلاق النار من دون أي رادع".
في المقابل، يأسف ابراهيم لكون "الجيش اللبناني في مرمى نيران العدو، ولكنه غير قادر على التصدي له لغياب التوازن العسكري ولغياب القرار والغطاء الذي يوفر له العمل والتصدي للعدو"، لكنه يكشف أن "هذا الواقع المستجد، سيغيّر النظرة إلى الجيش بحيث سيظهر وكأنه عاجز عن القيام بدوره للدفاع عن الأرض فيما يريد الخارج له وظيفة وحيدة وهي منع أي عمل مقاوم ضد الإحتلال من الأراضي اللبنانية".
بالتالي، وبالنسبة للمرحلة المقبلة، يتوقع ابراهيم "اختلافاً في المقاربة وتحولاً بالرأي العام حيال الواقع والمرتجى مع تقدير أكبر لما هو مُتاح ولما نستطيع القيام به إن كنا فعلاً نريد لهذا الوطن أن يكون سيداً حراً مستقلاً أم أن الأمر مجرد شعارات للتسويق والمزايدات من دون معنى حقيقي أو إيمان وقناعة".
وعن تأثير الحدث الجنوبي على تأليف الحكومة، لا يُخفي ابراهيم أن التشكيل سيتأثر، خصوصاً إذا تأخر إعلان التشكيلة، لأنه قد يفتح المجال على نقاشات أعمق وتحديات حقيقية على مستوى التمثيل وطبيعته والتوازنات التي تحكمه، وتصور البيان الوزاري وما سيتضمنه دون إغفال النقاط التي لا زالت إسرائيل تحتلها وتطالب بتمديد بقائها فيها.
ويلفت ابراهيم، إلى قضية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، خصوصاً أن "خطاب القسم لم يذكرها بالإسم واكتفى بالحديث عن الأراضي المحتلة بشكل عام، علماً أن كل هذا يأتي بعد زيارة الزعيم وليد جنبلاط إلى دمشق وإعلانه منها أن مزارع شبعا سورية وهو موقف مستغرب في هذا التوقيت وخلال تلك الزيارة، ما يدفع للتساؤل ما إذا كان منطق الحكومة المقبلة منسجماً مع إعلان جنبلاط من قضية مزارع شبعا أو أنه سيتعامل معها على أنها أراضي محتلة لا بد من تحريرها، وبالتالي، هذه عناوين كثيرة تعرقل الولادة، ومنها موضوع وزارة المال أو حجم تمثيل الفرقاء المختلفين في حكومة وحدة وطنية يريدها الرئيس، حجر الأساس لانطلاقة عهده الذي تنتظره تحديات أكبر من أن تُحصى…."
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News