أكد العميد في احتياط الجيش الإسرائيلي، تسفيكا حايموفيتش، أنّ الصور الواردة من غزة لا تعكس صورة "حماس منهارة ومحطّمة ومسحوقة ومدمرة، ولا حتى مفككة"، بل إنّ ما تكشّف في الأسبوعين الأخيرين هو صورة الحركة "صاحبة السيادة الحصرية على القطاع".
وقال حايموفيتش، وهو قائد تشكيل الدفاع الجوي في الجيش الإسرائيلي سابقًا، في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل هيوم"، إنّ حماس "تقف راسخة، وكلّما مرّ الوقت وتقدّمت إعادة الأسرى الإسرائيليين، اشتدّت قبضتها وسيطرتها على الأرض".
وشدّد حايموفيتش على أنّ "إسرائيل ستُضطر إلى البحث عن صورة النصر، التي كنا نأمل أن نراها في مكان آخر"، موضحًا أنّ إعادة الأسرى، "حتى عند اكتمال المرحلة الثانية وعودة الجميع، لن تقدّم صورة انتصار".
وفي السياق نفسه، أشار حايموفيتش إلى أنّ "من المهم تذكُّر الثمن (الذي دفعته إسرائيل)، والوقت الذي انقضى، وأولئك (الأسرى الإسرائيليين) الذين كانت عودتهم أحياءً ممكنة، ولم يعودوا".
وأكد العميد في احتياط الجيش الإسرائيلي أنّ حماس "بدت مفاوضًا عنيدًا" في مفاوضات اتفاق وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى، لافتًا إلى أنّها "عرفت كيف تستغلّ الوضع لمصلحتها".
وفي هذا الإطار، قال حايموفيتش إنّ إصرار حماس على توزيع إعادة الأسرى على مدى 42 يومًا، والتحرر من وسائل الضغط الإسرائيلية (من خلال فتح معبر رفح، وإلغاء بَتْر غزة عبر محور "نتساريم")، خلال وقت قريب نسبيًا من بدء تنفيذ الاتفاق، كان انطلاقًا من "هدف استعادتها السيطرة على الأرض".
وأشار أيضًا إلى أنّ ذلك كان من أجل "إعادة مئات الآلاف من الغزيين إلى شمالي القطاع، بحيث سيكون من الصعب على الجيش استئناف القتال".
أما الآن، فإنّ محاولة إسرائيل إملاء شروط إعادة الأسرى في الدفعات المقبلة هي بمنزلة محاولة "للحدّ من الخسائر"، كما أكد حايموفيتش، موضحًا أنّ ذلك يمثل، في الأساس، "محاولة لمنع حماس من عروض النصر التي تخدم أهدافها الداخلية، وضدّ إسرائيل".
ولفت العميد في احتياط الجيش الإسرائيلي إلى أنّ "إسرائيل دخلت في مخطط إعادة الأسرى، بينما قالت سلسلة من التصريحات التي أدلى بها مسؤولو الجيش والمستوى السياسي طوال الأشهر الأخيرة، إنّ حماس فُكّكت ودُمّر تنظيمها العسكري وأغلبية قدراتها، وإنّها تخسر الرأي العام المحلي".
وأضاف أنّ "إسرائيل بنت، على مدار الأشهر الأخيرة، وسائل ضغط في غزة، في شكل إغلاق معبر رفح، والسيطرة على محور فيلادلفيا، وبَتر غزة عبر نتساريم، ومنع الانتقال إلى شمالي القطاع"، مؤكدًا أنّ "وسائل الضغط هذه أُزيلت هذا الأسبوع".
وقال حايموفيتش إنّ قدرة حماس على التنظيم والمحافظة على الرموز الخارجية (بزّات عسكرية، مركبات مجهزة، تصوير، أعلام، شرطة وغير ذلك)، إلى جانب استعراضات القوة لآلياتها العسكرية وعناصرها في البزات العسكرية والأسلحة، "بعيدة عن وصف منظمة فقدت وجهتها وقدراتها".
وأمام ذلك، تساءل حايموفيتش: "كيف ينجحون (في حماس)، في غضون أيام قليلة، في تقديم مثل هذا الترتيب من القوات والأعتدة، سواء في الكمية أو في مثل هذا الوضع، بعد كل الدمار والضغط العسكري، بينما قطاع غزة معزول كليًا عن أي صلة خارجية؟".
وأكد أن "من الصعب فهم هذا، وهو يتطلب بصورة أساسية شرحًا من قادة الجيش الإسرائيلي، وهو ما لم نسمعه حتى الآن".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News