في مشهدٍ استثنائي يعكس صمود اللبنانيين أمام الاحتلال الإسرائيلي، دخل أهالي بلدة كفركلا الجنوبية إلى بلدتهم المحتلة، يتقدّمهم الجيش اللبناني، في خطوة تعكس تصاعد التحركات الشعبية ضد الاحتلال الإسرائيلي المستمر لبعض القرى الحدودية.
جاء ذلك في إطار تحركات احتجاجية متواصلة يقودها الأهالي في القرى الجنوبية، لا سيما في دير ميماس، حيث يواصل المعتصمون مبيتهم في الخيام عند مداخل البلدة، تأكيداً على حقهم في العودة إلى أراضيهم، رغم المضايقات الإسرائيلية المستمرة.
بالتزامن مع دخول الأهالي إلى كفركلا، شهدت المنطقة الجنوبية سلسلة من الأحداث الأمنية المتصاعدة. فقد انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يوثق لحظة إلقاء طائرة استطلاع إسرائيلية قنبلةً صوتية أمام أحد المواطنين عند مدخل بلدة يارون، في محاولة لترهيب السكان وثنيهم عن التقدم. كما سجلت تحركات مكثفة للجيش الإسرائيلي في جبل الباط والطريق المؤدية إلى بليدا، فيما أطلقت قوات الاحتلال رشقات نارية بالقرب من الساتر الترابي عند المدخل الشمالي ليارون، في تصعيد جديد يهدف إلى الضغط على الأهالي الذين بدأوا بالعودة تدريجياً إلى قراهم.
ورغم هذه التهديدات، واصل الأهالي عودتهم، إذ شهدت بلدة بيت ياحون الجنوبية استقبالاً حافلاً للعائدين، وسط أجواء من الفرح والاعتزاز بالعودة رغم التحديات الأمنية. كما بدأ الأهالي في بلدة عيترون بدخولها سيراً على الأقدام، في تحدٍّ واضح لمحاولات الاحتلال فرض أمر واقع على الأرض.
تأتي هذه التحركات الشعبية في سياق التصعيد المستمر ضد الاحتلال، حيث من المقرر أن تنطلق اليوم الأحد مسيرة "أحد العودة - 2"، التي دعا إليها أبناء القرى المحتلة لحشد دعم وطني واسع لتحرير ما تبقى من الأراضي الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية.
في هذا الإطار، وجّه المنظمون نداءً وطنياً إلى مختلف الفئات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والتربوية للمشاركة في المسيرة، مؤكدين في بيان لهم أن "الجيش اللبناني وأهالي القرى الحدودية يواجهون الاحتلال بأجسادهم"، داعين اللبنانيين إلى "الزحف إلى مداخل القرى المحتلة للوقوف إلى جانبهم في معركة استعادة الأرض والحقوق".
وجاء في البيان: "ها هو فجر التحرير الثالث يبزغ من جديد، وها هو الاحتلال الإسرائيلي، الذي قتل ودمّر وهجّر، يندحر يوماً بعد يوم عن قرى جنوبنا المحتلة. وها هم إخوانكم في الوطن وجيشه الباسل يواجهونه بأجسادهم، ويزحفون إلى ما تبقى من قراهم الأسيرة، التي قضى الاحتلال فيها على كل مقومات الحياة".
مع استمرار عودة الأهالي إلى قراهم، سادت أجواء عاطفية مؤثرة في مناطق الجنوب، حيث عبّر السكان عن سعادتهم باستعادة أرضهم، رغم استشعارهم لحجم المعاناة التي خلفها الاحتلال. فقد دُمّرت العديد من المنازل والبنى التحتية، مما يعرقل عودة الحياة إلى طبيعتها في كثير من المناطق.
وبينما تستمر الجهود الشعبية والرسمية في دعم صمود الأهالي، يبقى المشهد الجنوبي مرشحاً لمزيد من التوتر، مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي في انتهاكاته ومحاولاته فرض سياسة الأمر الواقع على الأرض.
بالفيديو | يتقدمهم الجيش اللبناني.. الأهالي يدخلون الى بلدة #كفركلا في #جنوب_لبنان رغماً عن الاحتـ.لال الإسرائيلي pic.twitter.com/sEIfub6z9P
— وكالة تسنيم للأنباء (@Tasnimarabic) February 2, 2025