تتواصل المفاجآت بشأن مقترح التهجير الذي طرحه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والذي يتضمن تسليم الولايات المتحدة إدارة قطاع غزة بعد نهاية الحرب.
وفيما وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطة ترامب بأنها "خطة اليوم التالي للحرب"، أثارت هذه التصريحات جدلاً واسعاً وأثارت مخاوف من تغيير خريطة المنطقة.
وصرح ترامب في وقت سابق أنه "بحلول نهاية الحرب، سيكون الفلسطينيون قد تم توطينهم في مجتمعات أكثر أماناً"، وهو ما أثار تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الخطة تمهيداً لسيناريو جديد في المنطقة، قد يتضمن تهجيراً قسرياً لسكان قطاع غزة.
وقال ترامب إن "إسرائيل ستسلم قطاع غزة إلى الولايات المتحدة التي ستبدأ مشروع إعادة إعمار عالمي دون الحاجة إلى وجود قوات أميركية على الأرض".
لكن مدير المؤسسة الفلسطينية للإعلام "فيميد"، إبراهيم المدهون، يرى في هذه التصريحات خطراً كبيراً ليس فقط على الفلسطينيين، ولكن على المنطقة بأسرها. وقال المدهون في حديثه إلى "سكاي نيوز عربية" إن "تصريحات ترامب ليست مجرد كلمات، بل تعكس رؤية أميركية تهدف إلى إعادة تشكيل غزة وفقاً للمصالح الأميركية والإسرائيلية.
فالحديث عن إعادة إعمار بتمويل دولي قد يبدو مغرياً، لكنه يخفي وراءه محاولات لفرض الوصاية على القطاع".
وأضاف المدهون أن "القضية الفلسطينية ليست مجرد قضية فلسطينية فقط، بل هي قضية عربية، وعلى الدول العربية أن تتحرك بشكل أكثر فاعلية لمواجهة هذه المخططات".
ومع تصاعد الحديث حول خطة ترامب، ظهرت تسريبات إسرائيلية بشأن مقترح تهجير سكان غزة. فقد كشفت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قد أمر الجيش الإسرائيلي بإعداد خطة تسمح لسكان القطاع بالمغادرة إلى دول قد تقبل استقبالهم، مثل إسبانيا وأيرلندا والنرويج وكندا.
وأشار المدهون إلى أن "فكرة تهجير الفلسطينيين ليست جديدة، لكنها تُطرح الآن بشكل أكثر وضوحاً وعلانية. الاحتلال الإسرائيلي والأميركي فشلا في تحقيق أهدافهما، والمقاومة لا تزال صامدة، وهذا ما يجعلهم يبحثون عن حلول بديلة، بما في ذلك التهجير القسري".
وأكد المدهون أن "الاحتلال الإسرائيلي لن يستطيع فرض سيناريو التهجير طالما أن الفلسطينيين موحدون في رفضه"، مشدداً على أنه "لا يوجد انقسام بين الفصائل الفلسطينية في رفض هذا المخطط، حتى مع وجود خلافات داخلية في قضايا أخرى".
في ظل تصاعد الجدل حول خطة التهجير، أعلنت عدة دول عربية رفضها القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين. ومع ذلك، أشار المدهون إلى أن "الرفض العربي يجب أن يكون مصحوباً بإجراءات عملية، وليس مجرد تصريحات سياسية".
وشدد على أن "هناك عشرات الآلاف من الخيام المخصصة لغزة، لكنها لا تزال عالقة في الأردن، مما يزيد من معاناة السكان"، داعياً إلى "عقد اجتماع عربي طارئ لاتخاذ قرارات حاسمة في مواجهة هذه المخططات".
وفي هذا السياق، يبرز تساؤل رئيسي: هل ستنجح الولايات المتحدة وإسرائيل في فرض رؤيتهما لمستقبل غزة، أم أن الرفض الفلسطيني والعربي سيُفشل المخطط؟
ويعتقد المدهون أن "الاحتلال الإسرائيلي غير قادر على تنفيذ خططه دون دعم أميركي كامل، لكنه رغم ذلك يواجه صعوبات كبيرة بسبب المقاومة الفلسطينية والرفض الشعبي".
وفي ظل هذه التطورات، يبقى المشهد مفتوحاً على كافة الاحتمالات، فهل نشهد تصعيداً جديداً أم أن الضغوط الدولية والعربية ستنجح في تغيير المعادلة؟
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News