أعادت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بشأن إمكانية نقل الفلسطينيين إلى السعودية، فتح ملف التطبيع بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، خاصة في ظل تطورات المنطقة والتعقيدات السياسية المستمرة.
في تصريحات تلفزيونية يوم الأحد، قال نتنياهو أن "السعودية تمتلك أراضٍ شاسعة يمكنها أن تنقل إليها الفلسطينيين وتُنشئ لهم دولة"، مما أثار جدلاً واسعاً وأدى إلى وضع المملكة في موقف محرج، خصوصاً مع التصريحات الأميركية المتزايدة حول إمكانية إدخال السعودية ضمن الاتفاقيات الإبراهيمية.
هذه التصريحات قد تؤثر سلباً على مسار التطبيع بين البلدين، الذي شهد تقدماً ملموساً في السنوات الأخيرة. المحلل السياسي السعودي مبارك آل عاتي وصف تصريحات نتنياهو بأنها "غير مسؤولة" واعتبرها دليلاً على حالة من التخبط داخل الحكومة الإسرائيلية. وأضاف أن المملكة ترفض مثل هذه التصريحات التي تتنافى مع موقفها الثابت بشأن القضية الفلسطينية.
من جانبه، أكد المحلل السياسي السعودي أحمد الركبان في تصريحاته لقناة "الحرة" أن المملكة لم تذكر اسم نتنياهو في بيانها الرسمي، ما يعكس موقفها الواضح من اعتبار إسرائيل قوة "احتلال" لا تمتلك شرعية في فلسطين. وأوضح أن السعودية والدول العربية ترفض الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة، سواء عبر السياسة "العصا والجزرة" أو بأي شكل آخر.
تأتي تصريحات نتنياهو بعد أيام من تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي تحدث فيها عن توجه واشنطن للسيطرة على غزة، ما يزيد من تعقيد الموقف الإقليمي. رغم ذلك، لا تزال السعودية متمسكة بموقفها الثابت بأن أي تطبيع مع إسرائيل يجب أن يكون مشروطاً بحل عادل للقضية الفلسطينية، وفقاً لمبادرة السلام العربية لعام 2002.
وعلى الرغم من الضغوط الأميركية المتزايدة، إلا أن المحلل الإسرائيلي ميتشيل باراك حاول التقليل من وقع تصريحات نتنياهو، موضحاً أن الوضع في غزة لا يمكن أن يستمر كما هو، مشيراً إلى دور محتمل لدول مثل السعودية في التعامل مع الأزمة. كما اعتبر أن فكرة نقل الفلسطينيين إلى السعودية ليست واقعية، لكن المملكة يمكن أن تستخدم قدراتها اللوجستية لمساعدة غزة بشكل مؤقت.
ومع استمرار التصعيد الإسرائيلي مع حركة حماس في غزة، يرى البعض أن أي تقدم في عملية التطبيع مع السعودية أصبح بعيد المنال، خاصة بعد الحرب التي دامت أكثر من 15 شهراً. الركبان أضاف أن المملكة ترى أن الوقت ليس مناسباً لإجراء أي خطوات تطبيعية، مشدداً على أن السعودية تشترط أربعة أمور أساسية، هي: أن تكون القدس عاصمة لفلسطين، عودة المهجرين الفلسطينيين، إزالة المستوطنات الإسرائيلية، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News