بشحنات ضخمة... تعزيزٌ غير مسبوق في ترسانة طهران الصاروخية

أفادت شبكة "سي إن إن" الأميركية، الجمعة، نقلاً عن مصادر غربية، أن إيران قد بدأت إعادة تعزيز ترسانتها الصاروخية في خطوة تثير مزيدًا من القلق في المنطقة.

وأشارت الشبكة إلى أن سفينتين وصلتا إلى إيران في وقت متأخر من يوم امس الخميس، حيث أفرغتا ألف طن من مادة كيميائية صينية الصنع في ميناء بندر عباس جنوبي إيران، وهي مادة يُحتمل أن تكون مكونًا أساسيًا لوقود الصواريخ.

وقالت بيانات التتبع إن السفينتين رستا في ميناء بندر عباس يوم الخميس، وهو ما يعكس استمرار إيران في تعزيز قدراتها الدفاعية والهجومية على حد سواء. ويُعتبر هذا التطور جزءًا من مساعي طهران لتحديث وترقية نظامها الصاروخي، الذي يعتبر واحدًا من أكبر وأقوى الترسانات في المنطقة.

ويأتي هذا التطور في وقت حساس، حيث شهدت المنطقة في السنوات الأخيرة توترات متصاعدة بين إيران وإسرائيل، خاصة بعد الضربة الصاروخية الإيرانية على المدن الإسرائيلية العام الماضي، وهو ما دفع إسرائيل إلى شن غارات استهدفت مصانع ومخازن للصواريخ الإيرانية. كما أن الصواريخ الإيرانية قد أثارت القلق الدولي نظرًا لقدرتها على الوصول إلى أهداف بعيدة، بما في ذلك دول الخليج وبعض العواصم الأوروبية.

من جهتها، تمتلك إيران مجموعة من الصواريخ قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى، وتعد أكبر ترسانة صواريخ وأكثرها تنوعًا في المنطقة، إذ عملت طهران على تطوير هذه المنظومة بشكل تدريجي، سواء قبل الثورة الإيرانية أو بعدها. وقد واجهت إيران العديد من القيود والضغوط الغربية التي دفعتها لتكثيف جهودها لتطوير هذه القدرات، لاسيما في ظل الحظر المفروض عليها من قبل بعض القوى الغربية.

وتعود بداية تطوير إيران لصواريخها إلى فترة الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988)، حيث تعرضت المدن الإيرانية لعدة ضربات صاروخية من العراق. ولعدم وجود أسلحة رادعة حينها، قررت إيران الاستجابة بتطوير نظام دفاعي باستخدام صواريخ كانت أبسط وأرخص مقارنة بتطوير طائرات حربية. وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهتها إيران خلال تلك الفترة، تمكنت من الحصول على عدد من الصواريخ السوفيتية من ليبيا وكوريا الشمالية، لتبدأ في توسيع وتعزيز قدراتها الصاروخية.

وبعد الحرب العراقية الإيرانية، استمرت إيران في تعزيز وتطوير منظومتها الصاروخية بمساعدة دول مثل كوريا الشمالية وروسيا والصين. ومع مرور الوقت، اتخذت طهران خطوات كبيرة نحو الاكتفاء الذاتي في هذا المجال، ما جعلها واحدة من القوى الإقليمية الكبرى في مجال الصواريخ.