التحري

placeholder

الديار
الثلاثاء 25 شباط 2025 - 09:25 الديار
placeholder

الديار

اختتام مراسم الإستفتاء الشعبي حول المقاومة... والثقة محسومة للحكومة

placeholder

تجدد مشهد تجديد العهد مع المقاومة بالامس، مع الحشود الغفيرة في تشييع الامين العام لحزب الله السيد هاشم صفي الدين في مسقط رأسه دير قانون النهر، واليوم وغدا يتقبل حزب الله العزاء في الضاحية الجنوبية، وحينها يبدأ النقاش عن «اليوم التالي» للعلاقة بين الحزب والدولة والمجتمع الدولي، بعدما وضع الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ملامح وقواعد هذه العلاقة، في خطاب التشييع المهيب يوم الاحد.

هذا الاستحقاق يأتي في ظروف خطيرة للغاية، حيث تحاول حكومة الاحتلال فرض امر واقع في المنطقة، انطلاقا من بدء تقسيم سوريا، واستباحة السيادة اللبنانية، وتكريس الاحتلال، حيث زاد كلام المنسقة الخاصة للامين العام للامم المتحدة في لبنان جينين هانس بلاسخارت من مخاطر تعاظم الخلافات داخليا، بعدما اكدت بالامس ان التنفيذ الفعلي للقرار 1701 يجب أن يبدأ الآن على جانبي الخط الأزرق، وما وراء ضفتي نهر الليطاني، وهو ما سيثير المزيد من الانقسامات الداخلية، خصوصا مع كشف عضو «اللقاء الديموقراطي» وائل ابو فاعور بالامس، ان واشنطن فاتحت مسؤولين لبنانيين بالتطبيع مع «اسرائيل».

داخليا، ومع انطلاق جلسات مناقشة البيان الوزاري، لمنح ثقة نيابية مضمونة لحكومة العهد الاولى، تترقب ساحة النجمة مناقشات برلمانية استعراضية حول القضايا الخلافية، حيث بلغ عدد طالبي الكلام 75 نائبا، فيما يبقى السؤال حول الاولويات، وما يمكن ان تحققه الحكومة خلال عمر قصير نسبيا، وذلك على مسافة ايام من زيارة رسمية سيقوم بها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الى السعودية الاحد المقبل، قبل التوجه الى القاهرة لحضور مؤتمر القمة العربية.

ماذا عن «اليوم التالي»؟

وتتوجه الانظار الى «اليوم التالي» للتعازي وانتهاء مراسم التشييع، والدولة الآن بجناحيها رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، امام تحدي تلقف اليد الممدودة من قيادة حزب الله، التي اسس الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم للمرحلة المقبلة بثلاثة عناوين رئيسية،ـ يمكن البناء عليها لتعاون وثيق يعبر بالدولة نحو مرحلة من الاستقرار، فالحزب لم يضع سقفا محددا لمنح الدولة الفرصة لبذل الجهود الديبلوماسية التي تراها مناسبة لتحرير ما تبقى من الاراضي المحتلة، والحزب منح الحكومة «كارت بلانش» غير مشروط لاطلاق عملية اصلاح داخلية، اما العنوان الثالث فهو عملية اعادة الاعمار، وهو ملف يحتل اولوية لدى حزب الله، ولا يمكنه المساومة عليه، واي تأخير متعمد او انصياع لشروط خارجية سيشكل «لغما» في طريق العلاقة، خصوصا اذا التزمت الدولة بالضغوط الخارجية. وعلم في هذا السياق، ان خطاب الشيخ قاسم ترك نوعا من الارتياح المشوب بالحذر في قصر بعبدا والسراي الحكومي، وفق تعبير مصدر مطلع على الاجواء الحكومية.

الاحتلال لن يوقف عدوانه

وفيما اثارت الحشود البشرية «غيظ» الاعلام «الاسرائيلي»، الذي رأى ان المشهد يشير الى استعادة حزب الله لعافيته، وعدم قدرة «اسرائيل» على سلخه عن بيئته الحاضنة، حاول وزير المال «الإسرائيلي» بتسلئيل سموتريتش، التعويض عن الفشل في سرقة المشهدية من خلال تحليق الطيران الحربي فوق مراسم التشييع، بالتأكيد على استمرار خرق السيادة اللبنانية، وقال ان « حزب الله الآن في أدنى مستوياته خلال العقود الأخيرة، فهو معزول في الحكومة اللبنانية وبعيد عن مراكز القوة، ومنقطع عن طريق إمداده البري في سوريا، من دون قادته، وقضينا على معظم قدراته». وزعم أن «الجيش الإسرائيلي هو صاحب السيادة في لبنان، حيث يهاجم كل ما يتحرك بحرية كاملة، وبقي في خمس نقاط عسكرية على طول الحدود لحماية بلدات الشمال، وليس لدينا أي نية للتوقف».

ماذا تريد «اسرائيل»؟

من جهتها، اشارت صحيفة «معاريف» الصهيونية الى ان «اسرائيل» تعمل على إعادة رسم حدود الدولة. فقد عرضت الخطوط الحمراء للمحيط كله، وحاولت استعراض القوة براً وجواً وبحراً، لكنها لفتت الى ان «إسرائيل» في مشكلة غير بسيطة، فهي الآن في مرحلة حفظ «الإنجازات» بعد الحرب ، وهي تشاهد أيضاً ما يحصل في لبنان وسوريا، وتشغل بالها محاولة إيران إعادة بناء قوة حزب الله. وعندما انطلق سلاح الجو إلى أربع وربما خمس هجمات في أرجاء لبنان وعلى حدود سوريا، وضرب مسارات تهريب الذخيرة على حدود البقاع، كان محاولة لترميم تآكل الإنجازات بعد الحرب.

حزب الله «واستعراض القوة»

واشارت الصحيفة الى ان حزب الله حوّل مراسم التشييع الى استعراض للقوة، ومع أن سلاح الجو لم يدعَ إلى الحدث، فقد وصل وأجرى طلعة صاخبة على ارتفاع منخفض، فيما كان له هدف واحد – إطلاق رسالة لحزب الله ولكل الضيوف الذين جاءوا من طهران واليمن. والرسالة، على حد قول ضابط كبير في الجيش «الإسرائيلي»: نلاحقكم في كل وقت، ومستعدون للهجوم في أي لحظة.

ولفتت الصحيفة الى ان الرسالة التي نقلتها «إسرائيل» ستكون موضع اختبار في الأيام وربما الأسابيع والأشهر القادمة. وزعمت ان «إسرائيل» دخلت عصرا جديدا، سواء في لبنان أو سوريا؟!

لماذا تجاهل «العربدة الاسرائيلية»؟

وفي هذا السياق، اكدت مصادر سياسية بارزة ان المسار «الاسرائيلي» يشير الى مخاطر كبيرة تحيط بلبنان ودول المنطقة، ولا يمكن التعامل معها بتجاهل «العربدة» التي تضعف منطق الدولة، وتجعل المراهنين على الحل الديبلوماسي في موقف حرج. وفي هذا الاطار، لا تفسير للصمت المطبق من قبل المسؤولين للخرق الجوي لمراسم التشييع ، والذي ترافق مع غارات جوية في البقاع والجنوب، وهو يطرح اكثر من علامة استفهام حيال هذا التجاهل غير المفهوم، وكأن اختراق السيادة اللبنانية، برا وجوا وبحرا، بات امرا عاديا لا يستأهل حتى ارسال شكوى الى الامم المتحدة، على الرغم من عدم جدواها.

جلسة الثقة

في هذا الوقت، ستنال الحكومة الثقة بعد يومين من الخطابات الاستعراضية للنواب، ومن المرتقب ان تنال نحو 100 صوت، حيث حسمت معظم الكتل امرها لمنحها الثقة، وهي «الجمهورية القوية»، «الكتائب»، «اللقاء الديموقراطي»، «التنمية والتحرير»، التكتل «الوطني المستقل»، نواب الارمن ، «التجدد»، «اللقاء التشاوري المستقل»، «تحالف التغيير»والاعتدال الوطني. وفيما يتخذ «التكتل الوطني» قراره اليوم، يتجه تكتل «لبنان القوي» الى حجب الثقة، حيث اكد عضو التكتل النائب سليم عون ان «التيار يتّجه نحو حجب الثقة عن الحكومة»، لافتًا الى ان «النصوص جيدة لكن التجربة مع الرئيس نواف سلام في التأليف لم تكن مبشرّة»، وقال: «إن الاتصالات لم تنقطع، الا انها ليست على المستوى المطلوب».

اما حزب الله فلم يتخذ قرارا نهائيا،علما ان عدم منح الحكومة الثقة امر وارد، وهي لن تكون المرة الاولى، فسابقا شارك الحزب في حكومات ولم يمنحها الثقة.

وقد بلغ عدد طالبي الكلام 75 نائبا، وسيطلب رئيس مجلس النواب تقليص العدد والتزام الكتل بنائب واحد، الا ان الامر منوط بالكتل والنواب الذين يرون في الجلسات المنقولة فرصة لاستعراض القوة امام جمهورهم.

مطار القليعات

وكان رئيس الحكومة نواف سلام استقبل وفدا من «تكتل الاعتدال الوطني» ضم النواب: سجيع عطيه، احمد الخير، احمد رستم ووليد البعريني الذي قال «ان ملف مطار القليعات كان من ابرز المواضيع التي بحثناها وكيفية تنفيذه والآلية التي ستتبع ، وستكون هناك لجنة برئاسة الرئيس سلام لمتابعة الموضوع، كما سيتم تكليف شخصية من قبله لمتابعة ملف المطار وغيره من المشاريع»، اضاف: «بمجرد ادراج مطار القليعات في البيان الوزاري، يعتبر اشارة مهمة لأبناء المنطقة، وقد ترك هذا الامر ارتياحا لدى المجتمع العكاري، وكلنا امل بتطبيق مشروع المطار بشكل عملي، لان من شأنه تأمين ألفي وظيفة، وسيكون له انعكاس إيجابي على كل لبنان وعلى سوريا ايضاً».

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة