قال مصدر وزاري سابق إنّ “الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ما كان ليحمل خطابه بمناسبة تشييع سلفَيه حسن نصرالله وهاشم صفي الدين العديد من الرسائل الإيجابية إلى الداخل والخارج، لولا يقين الحزب قيادات وأمانة عامة بأنّ العودة إلى الوراء باتت مستحيلة، وبأنّه لم يبق أمامه نتيجة المتغيرات الجذرية المحلية والإقليمية والدولية سوى التقدم باتجاه الدولة اللبنانية والانخراط في الحياة السياسية”.
وتابع المصدر الوزاري السابق: “لكن ما يريده الحزب ويسعى اليه، هو أن تكون عودته إلى الدولة من موقع القوي القادر على إحداث فارق في المعادلة السياسية لا من موقع المهزوم والضعيف”.
أضاف: «كلام الشيخ قاسم بأنّ لبنان لكل أبنائه، وبأنّ الحزب سيشارك في بناء الدولة تحت سقف الطائف، كان الرسالة الأكثر صخباً في إيجابياتها، ومفادها أنّ الحزب يرغب بتصحيح موقعه في الدولة اللبنانية، وذلك ليس اعترافاً منه بدور الشرعية ومفهوم الدولة، إنّما نتيجة وقوعه بفعل المتغيرات الجذرية الحاصلة في لبنان والمنطقة، بين مطرقة القرار 1701 وملحقاته في اتفاقية وقف إطلاق النار، أي بين مطرقة حتمية تسليم سلاحه للجيش اللبناني وإخلاء جنوب الليطاني، وسندان الشح المالي الحاد الذي يواجهه”.
وأشار إلى أنّ «الحزب يدرك أنّ أي رفض من قبله لتسليم سلاحه، سيقابله رفض دولي قاطع بإعادة بناء ما هدمته إسرائيل خلال الحرب الأخيرة، علماً أنّ الحزب أصدر أوامره لعناصره في جنوب الليطاني بضرورة التراجع إلى شماله، لا تطبيقاً منه للقرار الدولي 1701، إنّما لسحب الذريعة التي تتعكز عليها الحكومة الإسرائيلية لبقاء جيشها في لبنان، وثانياً لفك ولو جزءً يسيراً من الخناق المفروض عليه دولياً، مع علمه ويقينه بأنّ مشكلته لا تنتهي بانسحاب عناصره من جنوب الليطاني، إنّما بتسليم سلاحه وتحديداً كامل منظومة الصواريخ خاصته إلى الدولة اللبنانية”.
وأكد المصدر أنّ “عودة الحزب إلى الدولة تستوجب مواكبته بتشجيع لبناني، وبالتالي لا مفر من طاولة حوار وطني برئاسة ورعاية رئيس الجمهورية جوزاف عون لفك عقدة تسليم السلاح وتفكيك الكيان العسكري للحزب عبر إقرار الاستراتيجية الأمنية التي تصدرت مضمون خطاب القسم، خصوصاً أنّ الجيش الإسرائيلي لن ينسحب من لبنان إلّا بعد تطبيق القرار الدولي 1701 وتسلّم الدولة اللبنانية سلاح الحزب. وكذلك فإنّ إعادة الإعمار لن تحصل إلّا بعد بسط الجيش اللبناني سلطته ونفوذه على كامل الأراضي اللبنانية”.
وختم المصدر بالقول: “لم يعد للحزب من حليف داخلي يدعم مساره إيجابياً كان أم سلبياً، حتى رئيس مجلس النواب نبيه برّي ما كان يريد إسناد غزة من جنوب لبنان، حرصاً منه على ما بنته يداه في الجنوب من بنى تحتية وجسور وطرقات رئيسية وفرعية، إضافةً إلى المنشآت السياحية والتجارية والزراعية… اللائحة تطول، وعلى كل اللبنانيّين بالتالي انتهاز الفرصة قبل حلول موعد الانتخابات النيابية في أيار 2026، للدخول فعلياً وعملياً في مرحلة جديدة مشرقة من تاريخ لبنان”.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News