"ليبانون ديبايت"
بين جلستي حوار أميركي – إيراني وتأجيلٍ لجلسة ثالثة على مستوى الخبراء من الجانبين، يتسارع إيقاعٍ التصعيد العسكري من غزة إلى اليمن وصولاً إلى جنوب لبنان، ليرتسم في الأفق الإقليمي خطّ بياني على المستوى الدبلوماسي على خطّ بيروت – بغداد أولاً ثم بيروت – طهران ثانياً، بالتوازي مع خروجٍ عن قواعد اللعبة السياسية داخلياً وارتفاع نبرة الخطاب ضد عنوان "حصرية السلاح"، وذلك من دون إغفال استمرار الخروقات الإسرائيلية النوعية والخطيرة لاتفاق وقف إطلاق النار.
إلاّ أن اللافت في مشهد السجالات السياسية الداخلية كما الإشكالات الدبلوماسية، تحدده مصادر دبلوماسية مطلعة، باستهدافٍ ممنهج لكل ما يتصل بالبند المتعلق بـ"حصرية السلاح" في القرار الدولي 1701.
وتكشف المصادر الدبلوماسية المطلعة لـ"ليبانون ديبايت"، عن تحولٍ قد طرأ على الاستراتيجية المعتمدة أخيراً في مقاربة هذا الملف، عبر التركيز على أهدافٍ "محلية" فقط، بمعنى أن التصعيد السياسي، يطال كل القوى والأطراف والقيادات التي اتفقت على وجوب التوصل ومن خلال حوارٍ مباشر وثنائي بين رئيس الجمهورية جوزف عون وقيادة "حزب الله"، إلى وضع آلية تنفيذية للقرار بكل مندرجاته وبعيداً عن أي انقسام أو تشنج داخلي.
وتقرأ المصادر الدبلوماسية في رسائل الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم الأخيرة التي لم توفر أي فريقٍ داخلي، كما في التصريحات المتتالية من نواب ومسؤولين في الحزب، إشارةً سلبية مفادها أن الطريق نحو تطبيق القرار 1701 لا تزال موصدة ودونها شروط غير متوافرة في المدى الزمني المنظور.
وفي هذا الإطار، تتحدث المصادر عن "تجاهل" واضح للمعادلات الميدانية بعد اتفاق وقف إطلاق النار، خصوصاً وأن ما من إمكانيةلأي عودة إلى العمليات الميدانية في ظل واقع المنطقة الحدودية العازلة التي أقامها العدو الإسرائيلي.
وعليه، لا تُخفي هذه المصادر قلقها من الموقف "المتمسّك بالسلاح"، وما يمكن أن يقود إليه من تعثرٍ للمسار الإيجابي المرتقب على مستوى الإستفادة من الفرصة الدولية الراهنة لإعادة الإعمار بالدرجة الأولى واستعادة الثقة بالدولة والمؤسسات وانطلاق مرحلة التعافي على نطاقٍ واسع.
الـــمــــزيــــــــــد
