شنّت المقاتلات الأميركية، خلال الساعات الماضية، سلسلة من الغارات الجوية استهدفت مواقع ومعسكرات تابعة لجماعة الحوثي في خمس محافظات يمنية، في إطار عملية عسكرية مستمرة لوقف هجماتهم البحرية، بحسب ما أعلنت القيادة المركزية الأميركية.
وفي منشور جديد على منصة "إكس"، اليوم الخميس، نشرت القيادة المركزية الوسطى فيديوهات توثّق لحظات تجهيز صواريخ وإقلاع الطائرات الحربية من على متن حاملتي الطائرات "يو إس إس كارل فينسون" (CVN 70) و"يو إس إس هاري إس ترومان" (CVN 75)، في إطار الدعم الجوي للعملية.
فجر اليوم، استهدفت الغارات الأميركية محافظات صنعاء، وصعدة، والجوف، ومأرب، والحديدة، مركّزةً على مواقع عسكرية ومخازن أسلحة ومنصات إطلاق صواريخ باليستية.
في العاصمة صنعاء، شنّت الطائرات الأميركية ست غارات على معسكر "براش" شرق المدينة، مستهدفة مخازن أسلحة وتحصينات عسكرية. كما طالت ثلاث غارات مواقع في جبل نقم شرقي العاصمة، حيث سُمعت انفجارات عنيفة يُعتقد أنها ناجمة عن قنابل ارتجاجية. في المقابل، استهدفت غارة أخرى منزلاً لقيادي حوثي في حي الجراف الشرقي شمال العاصمة.
وفي محافظة الجوف، استهدفت غارة أميركية منصات إطلاق صواريخ باليستية في منطقة "المحزمات" بمديرية "الخلق" غرب المحافظة، وهي المنطقة ذاتها التي قالت مصادر "العربية" إن الحوثيين أطلقوا منها صواريخ قبيل الضربات بساعات.
أما في محافظة الحديدة، فقد استهدفت ست غارات مواقع حوثية في مناطق "التحيتا"، "الفازة"، "الجبلية"، و"الغويرق"، مركّزةً على مخازن أسلحة ومنصات إطلاق صواريخ وتعزيزات عسكرية للجماعة.
وفي محافظة مأرب، شُنّت غارتان جويتان، استهدفت إحداهما عتادًا عسكريًا للحوثيين في "هيلان" باتجاه جبهة "المشجح" غرب مأرب، فيما استهدفت الأخرى مخزنًا للأسلحة والمقذوفات في جبل "البلق الشرقي" جنوب المدينة.
وفي صعدة، شملت الضربات ست غارات على قواعد عسكرية سرية ومخابئ في مديرية "آل سالم" شرق المحافظة، وثلاث غارات إضافية استهدفت معسكرات تدريبية في شمال مدينة صعدة.
تأتي هذه الغارات في سياق عملية عسكرية أميركية متواصلة انطلقت في 15 آذار 2025، تهدف إلى تحييد قدرات جماعة الحوثي في اليمن ووقف هجماتهم ضد السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر وخليج عدن. وكانت الجماعة قد صعّدت من عملياتها البحرية منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في تشرين الأول 2023، حيث تبنّت عشرات الهجمات على سفن قالت إنها مرتبطة بإسرائيل أو متوجهة إلى موانئها.
وتُعد هذه الضربات الأميركية من بين الأوسع منذ بدء العملية، وتشير إلى تصعيد نوعي في قواعد الاشتباك، في وقت تزداد فيه التعقيدات الإقليمية وتتصاعد التوترات في ممرات الملاحة الدولية.