"ليبانون ديبايت"
قد يكون من الصعب التكهن بما ستكون عليه معادلة الخروقات الإسرائيلية في المرحلة المقبلة وما إذا كانت الضاحية الجنوبية أو مناطق أخرى شمال نهر الليطاني، ستشكل أهدافاً للإعتداءات الإسرائيلية. وباعتقاد مصدر دبلوماسي مطلع، فإنه لا يمكن توقع ما سيقوم به الإسرائيلي، الذي بات متفلتاً من أي ضوابط، ولم يعد أي طرف يستطيع ردعه وحتى حليفه الأميركي، ما أدى إلى إعلان رئيس الجمهورية جوزف عون بعد استهداف الضاحية، أنه "على فرنسا وأميركا أن يتحملا المسؤولية ويضغطا على الجانب الإسرائيلي".
ورداً على السؤال المطروح منذ قصف الضاحية يوم الأحد الماضي حول احتمالات عودة شبح الحرب، يقول المصدر الدبلوماسي لـ"ليبانون ديبايت" إن "عناصر المواجهة المباشرة والثنائية لم تعد متوافرة، فحزب الله تراجع عسكرياً وسياسياً، فيما بيئته المجتمعية المباشرة تعاني ولم تستطع العودة إلى الجنوب".
ومن أبرز الدلالات على ما تقدم، يشير المصدر إلى "استعمال الجنوب كمنصّة من قبل الجماعات المسلحة الفلسطينية كحركة حماس وغيرها، علماً أنه حتى الآن، يمكن القول إن ما من مجموعة تستطيع التحرك في الجنوب من دون إيعاز من الحزب، وبالتالي فإن شرط المعركة غير موجود، وإنما لا يمكن استبعاد مشهدية استفحال الإستهدافات".
أمّا بالنسبة لملف سلاح "حزب الله"، فيشدد المصدر على أن القرار "شبه محسوم، ولن يؤثر عليه أي موقف أو تصعيد أو هوبرة، لأن ما يحصل من تصعيد كلامي، هو للتأثير وإضاعة الوقت بانتظار ما يدور في الإقليم، بينما بالمقابل فإن رئيسي الجمهورية والحكومة، لا يتوقفان عند هذه العشوائيات في المواقف والرؤى من قبل المعترضين على حصرية السلاح بيد الدولة، بل يلتفتان الى ما هو منتج ويركزان على ما التزم به لبنان من برامج ستكون المدخل لبناء الدولة، والمعبر الأساسي إلى تنفيذها، هو الإصلاحات".
وعليه، يعتبر المصدر أن تسليم السلاح "أصبح أمراً واقعاً منذ لحظة توقيع اتفاق الإذعان أو اتفاق وقف العمليات العدائية، وبالتالي فإن ما يحصل هو ردات فعل ومن الممكن حسمها، خصوصاً وأنها تسير وفق 3 إتجاهات لدى 3 أطراف داخل الحزب:
الإتجاه الأول هو الطرف الذي لم يستوعب ما حصل.
الإتجاه الثاني، لدى الطرف الذي يستوعب ما يحصل ولكنه ما زال يراهن على بعض الماورائيات التي ينتظرها ومن الممكن أن يستفيد منها.
والإتجاه الثالث هو لدى الطرف الثالث الذي يعمل بصمت حتى ينجح في مواكبة التغيير".
وبنتيجة تعدد الإتجاهات، يقرأ المصدر "تعددية في القناعات حول موضوع السلاح وحول موضوع استراتيجية الحزب، بينما في المرحلة المستقبلية، فإن أمر تسليم السلاح صار واقعاً وينفذ، وعلى الحزب أن يكون حزباً سياسياً وأن يتخلى عن كل "الماورائيات الإستراتيجية والأخطاء الإيديولوجية التي وقع هو فيها بالدرجة الأولى وجمهوره بالدرجة الثانية وأوصل لبنان إلى مناطق كان يمكن أن يكون بمنأى عنها على مستوى بناء الدولة".