تواصل فرق الإطفاء الإسرائيلية، لليوم الثالث على التوالي، جهودها لاحتواء سلسلة الحرائق الهائلة التي اندلعت في غابات وجبال القدس الغربية، مخلّفة دمارًا واسعًا وإجلاء آلاف السكان، في واحدة من أسوأ موجات الحرائق التي تشهدها البلاد.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فقد التهمت النيران ما يقارب 19 ألف دونم من الأراضي الحرجية والمناطق الزراعية، بينما أجبرت السلطات على إخلاء أكثر من 9 مستوطنات قريبة من بؤر الحرائق، بما في ذلك مستوطنات قرب الطريق السريع بين القدس وتل أبيب. وأكدت المصادر الرسمية أن أكثر من 10 آلاف شخص تم إجلاؤهم من منازلهم حتى مساء الأربعاء.
وأعلنت سلطات الإطفاء في إسرائيل حالة الطوارئ القصوى، وأمرت بـ"التعبئة العامة" لجميع وحدات الإطفاء على مستوى البلاد، بما يشمل استدعاء وحدات احتياطية وتعزيزات من خارج منطقة القدس، في ظل التحديات التي تواجهها طواقم الإطفاء بسبب الرياح الجافة وارتفاع درجات الحرارة.
أجرى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، تقييماً مشتركًا للوضع في مقر القيادة المركزية، وسط تحذيرات من أن تمتد ألسنة اللهب إلى أطراف مدينة القدس، حيث وصف قائد قوات الإطفاء في منطقة القدس الحرائق بأنها الأكبر في تاريخ إسرائيل الحديث.
وفي تطور لافت، أعلن جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" أنه بدأ تحقيقًا جنائيًا في خلفيات اندلاع الحرائق، مرجّحًا إمكانية أن تكون مفتعلة. ويجري حاليًا جمع أدلة لتحديد مواقع الاشتعال الأولى ومصدرها، وسط تشكيك في أن تكون العمليات متعمدة.
في ظل تصاعد الحرائق وعجز الطواقم المحلية عن السيطرة الكاملة، ناشد وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، عددًا من الدول الأوروبية لتقديم مساعدات عاجلة، خصوصًا طائرات متخصصة في مكافحة الحرائق.
وقد استجابت عدة دول، إذ أعلنت الحكومة الفرنسية أن طائرة إطفاء وصلت بالفعل، إلى جانب طائرتين من إسبانيا ودعم من رومانيا، فيما أعلن نتنياهو عن وصول ثلاث طائرات إضافية من إيطاليا وكرواتيا في الساعات المقبلة.
وفي موقف تضامني، كتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فجر الخميس، عبر حسابه على منصة "إكس":"كلّ التضامن مع الشعب الإسرائيلي الذي يواجه حرائق مروّعة. فرنسا مستعدّة لتقديم دعم مادّي في الساعات المقبلة".
وقد أكدت وزارة الخارجية الفرنسية أن التنسيق جارٍ مع السلطات الإسرائيلية بشأن نوعية المساعدة المطلوبة.
وما تزال الحرائق مستعرة قرب الطريق السريع بين القدس وتل أبيب، حيث تسببت سحب الدخان الكثيف بحوادث سير وحالات اختناق، إضافة إلى إصابات متفرقة، ما دفع السلطات إلى إعلان حالة تأهب قصوى في طواقم الإسعاف والإغاثة.
وكان رئيس الحكومة الإسرائيلي قد حذّر سابقًا من أن الحرائق قد تصل إلى أطراف مدينة القدس، مشيرًا إلى خطورة الوضع في ظل الرياح والظروف المناخية الحارقة.
الـــمــــزيــــــــــد
