اقليمي ودولي

الجزيرة
الخميس 01 أيار 2025 - 14:29 الجزيرة
الجزيرة

"المتغطي بإسرائيل عريان"... سوريون يحذرون من استغلال الطائفة الدرزية

"المتغطي بإسرائيل عريان"... سوريون يحذرون من استغلال الطائفة الدرزية

شهدت الساحة السورية، يوم أمس الأربعاء، جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، على خلفية الأحداث التي اندلعت في منطقتي أشرفية صحنايا ومدينة جرمانا بريف دمشق، وهما منطقتان تقطنهما الطائفة الدرزية.


وجاءت هذه التطورات عقب هجوم شنّه مسلحون على عناصر من الأمن السوري، ما دفع الحكومة السورية إلى التدخل في أشرفية صحنايا بهدف بسط السيطرة على المنطقة ونزع السلاح من أيدي المجموعات المسلحة. غير أن تطورات لاحقة ربطت الأحداث بتدخل للطيران الإسرائيلي، بحسب مقاطع فيديو تم تداولها على منصات التواصل، وتُظهر تأييد الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، الشيخ موفق طريف، لهذا التدخل.


وأثارت مواقف الشيخ طريف والشيخ حكمت الهجري موجة انتقادات على منصات التواصل، حيث اعتبر مغردون أن مواقفهما تسهم في تأجيج الفتنة داخل سوريا. وتداول المستخدمون عبارة: "المتغطي بإسرائيل عريان"، في إشارة إلى ما وصفوه بمحاولة استغلال الطائفة الدرزية لأجندات خارجية.


ورأى محللون أن الضربة الإسرائيلية في صحنايا تأتي ضمن مشروع أوسع يهدف إلى إعادة تشكيل الخارطة السورية، من خلال توظيف الدروز في خدمة مشروع التقسيم. وأكدوا أن الحديث عن كيان درزي عازل ليس سوى جزء من مخطط أوسع يجب مواجهته، مشددين على أن أبناء سوريا يرفضون أي مشروع تقسيمي.


وأشار عدد من المستخدمين إلى أن التوتر في مناطق السويداء وجرمانا وصحنايا ليس نتيجة خلافات دينية بين السنة والدروز، لافتين إلى أنه لو كانت المشكلة طائفية، لكانت اندلعت مواجهات في إدلب أو القنيطرة، وهو ما لم يحصل، بحسب تعبيرهم.


وأرجع بعضهم ما يجري إلى تراكمات اجتماعية واقتصادية وأمنية، فاقمتها تصريحات شخصيات مثل الشيخ حكمت الهجري، والتي أثارت استياء شريحة من السوريين.


وعبّر كثيرون عن رفضهم لتدخل إسرائيل في هذه الأحداث، معتبرين أنه لا يعكس صورة الطائفة الدرزية التي لعبت على مدى قرن من الزمن دوراً وطنياً بارزاً في سوريا، وتميّزت بصفات كـ"المسالمة، الطيبة، الكرم، الشهامة، والمعاداة الشديدة للأجنبي"، فضلاً عن علاقاتها الإيجابية مع الأغلبية السنية وبقية مكونات المجتمع السوري.


واعتبر مغردون أن رفع السلاح ضد الدولة السورية، بدعم خارجي، يضر بصورة الطائفة الدرزية ويتناقض مع إرثها الوطني. وأشاد البعض بالدور الذي أداه شيوخ العقل، مثل الشيخ حمود الحناوي والشيخ يوسف الجربوع، وقائد قوات "شيخ الكرامة" ليث البلعوس، في التحرك السريع لإخماد التوتر.


كما أثنوا على مشاركتهم في اجتماع رسمي حضره محافظو ريف دمشق والسويداء والقنيطرة، بهدف التوصل إلى تسوية تُنهي حالة الاحتقان في منطقتي جرمانا وصحنايا.


وشدد مغردون على أهمية رفض كل أشكال التحريض الطائفي، داعين إلى التبليغ عن أي حسابات تنشر خطاباً مسيئاً أو محرضاً على الكراهية، مؤكدين ضرورة التمييز بين النقد المشروع والخطاب الطائفي.


وأوضحوا أن من المشروع انتقاد مواقف شخصيات أو جهات، كحكمت الهجري أو حزب العمال الكردستاني (PKK)، دون أن يتحول النقد إلى إساءة جماعية تطال طائفة أو عرقاً كاملاً، مشددين على أن التعميم الطائفي سلوك مدان.


ودعا عدد من الناشطين السوريين إلى نبذ الخطابات التي تحمل شحناً طائفياً، مشيرين إلى أن وحدة السوريين تبقى السبيل الوحيد لوقف الخراب الناتج عن سنوات الحرب.


وتداول ناشطون تساؤلات حول مصدر الأسلحة الثقيلة التي ظهرت في أيدي المجموعات المسلحة في صحنايا، والجهات التي تقوم بتمويلها وتسليحها.


في المقابل، ثمّن مواطنون وقوف المجتمع المحلي إلى جانب الدولة السورية والجيش في مواجهة المجموعات المسلحة، مؤكدين أن نبذ الطائفية يشكّل أكبر دعم ممكن للدولة ولمستقبل سوريا، وأن زمن الاصطفافات الطائفية قد انتهى، لصالح بناء دولة تقوم على مبدأ المواطنة والمساواة بين جميع أبنائها.

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة