وفي قراءة لأجواء الانتخابات المرتقبة، يؤكّد الكاتب والمحلل السياسي غسان ريفي، في حديثٍ إلى"ليبانون ديبايت"، أن "المدينة تتّجه نحو "معركة بلدية ضارية"، في ظل ترشّح 188 شخصًا للانتخابات، بينهم 9 يسعون إلى رئاسة البلدية".
ويشير إلى أن "هذا العدد الكبير من الطامحين، والانقسام الحاد في المواقف، قد يفرزان ما بين 5 إلى 9 لوائح متنافسة، ما يكرّس الانقسام ويفتح الباب على صراعات داخلية شبيهة بتلك التي عطّلت المجلس البلدي السابق".
ويقول ريفي: "للأسف، لم يتعلّم كثيرون من تجربة المجلس البلدي السابق، الذي شهد صدامات بين مكوّناته بسبب غياب الانسجام وتغليب الحسابات الشخصية على المصلحة العامة، ما أدّى إلى شلل تام وإهمال عمراني وخدماتي كبير، أعاد طرابلس سنوات إلى الوراء".
ويُوضح أن "السبب الرئيسي لهذا المشهد هو ما يصفه بـ"الأنانيات السياسية"، لافتًا إلى أن "كل مرشّح يسعى لأن يكون رئيسًا للبلدية، ويرفض التعاون مع الآخرين ضمن لوائح موحّدة، هذا السلوك هو ما يدمّر البلديات من الداخل قبل حتى بدء عملها".
وإلى جانب التعقيدات الداخلية، يحذّر ريفي من أن "المعركة المحتدمة قد تفتح المجال أمام اتهامات جديدة لطرابلس بالتطرّف، رغم أن هذا الوصف لا يعبّر عن حقيقة النسيج الاجتماعي الطرابلسي المتنوع".
أما عن دور القوى السياسية، فيرى أن "الكثير من القيادات تتعاطى مع هذا الاستحقاق من خلف الستار، فتمدّ بعض المرشحين بالدعم سرًا، دون أن تضع نفسها في واجهة المعركة، خشية من خسارة محتملة، وهذا النهج لا يخدم المدينة، بل يُفرغ السياسة من مضمونها الحقيقي، ويحوّل العمل البلدي إلى رهينة مصالح ضيّقة".
ويختم ريفي بالتأكيد على أن "البلديات ليست منصّات للصراع، بل هي خط الدفاع الأول عن المواطن، وإذا لم يدرك المرشّحون والناخبون ذلك، فستبقى طرابلس تدفع ثمن المغامرات الفردية والولاءات المشتّتة".