خاص ليبانون ديبايت

فادي عيد

فادي عيد

ليبانون ديبايت
الاثنين 05 أيار 2025 - 08:25 ليبانون ديبايت
فادي عيد

فادي عيد

ليبانون ديبايت

الأحزاب تخفّت وراء العائلات... والسلطة على الحياد

الأحزاب تخفّت وراء العائلات... والسلطة على الحياد

"ليبانون ديبايت" - فادي عيد

يمكن القول إن انطلاقة الإنتخابات البلدية والإختيارية في مرحلتها الأولى في جبل لبنان، قد حجبت بشكل كبير غيرها من التطورات البالغة الأهمية على مستوى الملفات العسكرية والأمنية الحاصلة على الساحتين الداخلية والإقليمية، كما أن العملية الديمقراطية التي غابت لسنوات، فتحت صفحةً جديدة تكرّست فيها مجدداً الإستحقاقات الإنتخابية التي لطالما كانت تؤجل بنتيجة ظروف أمنية أو تجاذبات سياسية، أو هيمنة قوى الأمر الواقع على كل ما من شأنه إحداث تغييرٍ في المشهد العام، يبدأ من البلدية ليصل بعدها إلى الإستحقاق الأبعد والمتمثّل بالإنتخابات النيابية.

وكما افتتح رئيس الجمهورية جوزيف عون العملية الإنتخابية قبل موعد فتح صناديق الإقتراع أمام الناخبين، وذلك من خلال جولات ميدانية قام بها منذ ساعات الفجر الأولى، حضر رئيس الحكومة نواف سلام عملية متابعة فرز الأصوات مساءً في وزارة الداخلية، في مشهدٍ غلب عليه طابع المواكبة على الأرض للإمتحان الديمقراطي الأول للعهد وللحكومة، اللذين يواجهان أكثر من تحدٍ في آنٍ واحد.


وعلى خلاف الفتور الواضح في نسب الإقبال على الإقتراع في بعض الأقضية، وارتفاع عدد البلديات التي غابت عنها العملية الإنتخابية بسبب التزكية، فإن عنصراً مؤثراً قد شكّل عاملاً أساسياً في تحديد ملامح المعارك الإنتخابية التي حصلت بالأمس وانطبق عليها توصيف "أم المعارك".


وهذا العنصر المؤثر تجلّى في التحوّل الناجم عن التغيير في صورة الناخبين، بعدما ارتفع عدد الناخبين على مدى 9 سنوات غابت فيها الإنتخابات، من 834،767 إلى 897،525 ناخباً، ما ساهم بإضفاء نفحة من التغيير على صعيد الترشيحات وشخصيات المرشحين، كما على صعيد اتجاهات المقترعين واختياراتهم.


في المقابل، فإن حيادية السلطة كانت موضع متابعة من قبل سفراء وبعثات ديبلوماسية عربية وغربية، إنشغلت خلال الساعات ال24 الماضية، في متابعة تفاصيل اليوم الإنتخابي الطويل في لبنان، الذي كانت فيه بالفعل وليس بالقول، المؤسسات الدستورية والأجهزة الأمنية والوزارات المعنيّة، على مسافة واحدة من كل المرشحين في الأقضية الستة في جبل لبنان.


وتُنبىء القراءة الأولية في مشهد الإنتخابات أو في الأرقام ونسب الإقتراع، بأن الإنتخابات البلدية والإختيارية، لن تكون إلاّ "بروفا" إنتخابية للمعركة المقبلة في العام المقبل والمتمثّلة بالإستحقاق النيابي في أل2026. وإذا كانت القوى السياسية كافةّ، تكرّر بأن السمة العائلية في الإستحقاق البلدي والإختياري، فإن المتابعة اللصيقة للمنافسة التي بدأت منذ أشهر، تكشف بأن الأحزاب على اختلافها وبعض السياسيين كانوا يقفون خلف المرشحين في بلداتٍ ومدن أساسية في جبل لبنان، بحيث أن فوز أي لائحة كان يعني فوز الفريق السياسي أو الحزبي الداعم لها.


ومع طي صفحة الإنتخابات البلدية والإختيارية في محافظة جبل لبنان، تبقى العين على رئاسة الإتحادات في كل قضاء بعدما تحوّلت المعركة اليوم إلى استحقاقٍ مفصلي تبرز فيه أحجام وقوة الأحزاب والقوى السياسية من خلال اتحاد البلديات، في الوقت الذي تستمرّ فيه المعارك الأساسية في العاصمة بيروت وعاصمتي الشمال والجنوب، أي طرابلس وصيدا، محط مراقبة على كافة الصعد السياسية والحزبية، وأيضاً الديبلوماسية، وذلك على خلفية الإبقاء على المناصفة في هذه المدن.

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة