اقليمي ودولي

العربية
الأربعاء 07 أيار 2025 - 14:23 العربية
العربية

الولايات المتحدة تكشف عن أهداف أوسع وراء عملياتها ضد الحوثيين

الولايات المتحدة تكشف عن أهداف أوسع وراء عملياتها ضد الحوثيين

مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن انتهاء العمليات العسكرية ضد الحوثيين، تدخل المنطقة مرحلة جديدة من التطورات، حيث تتناقض التقييمات الأميركية بشأن حجم الأضرار التي لحقت بالقوة الحوثية. ففي الوقت الذي يشير فيه بعض المسؤولين الأميركيين إلى أن إدارة ترامب ليس لديها تقييم واضح لحجم الأضرار التي خلفتها القوات الأميركية، يؤكد آخرون أن الحوثيين قد خسروا 80% من قوتهم الصاروخية، بالإضافة إلى تدمير مخازنهم ومصانع الطائرات المسيّرة والصواريخ، بالإضافة إلى مراكز القيادة والسيطرة الحوثية، وقدرات الرادار والاستطلاع.


ومن اللافت أن أحد الأسباب الرئيسية للتباين بين هذه التقييمات هو أن القيادة المركزية الأميركية المسؤولة عن العملية العسكرية امتنعت عن إصدار تقييم دقيق، واكتفت بالإشارة إلى أن الحوثيين فقدوا العديد من جنودهم وقياداتهم، وتم ضرب أكثر من 1000 هدف حوثي. ورغم ذلك، من المؤكد أن ضرب القدرات الصاروخية للحوثيين قد حولهم إلى ما يشبه "ذراع إيرانية مبتورة"، كما يقول بعض المراقبين، مثلما حدث مع حزب الله في لبنان وحركة حماس في غزة.


وفي الوقت الذي يختتم فيه الجيش الأميركي عملياته ضد الحوثيين، يرى البعض أن هذه القوات لم تعد تشكل تهديدًا مباشرًا لدول المنطقة كما كان يحدث في السنوات السابقة. وعلى الرغم من ذلك، ما زالت الجماعة الحوثية تسيطر على مناطق كبيرة في اليمن بقوة السلاح، لكن قد تقتصر قدراتها على الهجمات المحدودة بدل التهديدات الكبيرة التي كانت تطال دولاً أخرى.


من الناحية العسكرية، يعدّ انتهاء العمليات العسكرية ضد الحوثيين خبراً جيداً للجنود الأميركيين الذين ينتظرون العودة إلى وطنهم. فقد كانت حاملة الطائرات "ترومان" قد بقيت في المنطقة لفترة أطول من المعتاد، ومن المتوقع أن تعود القوات إلى مرفئهم في أقرب وقت ممكن.


أما بالنسبة للإدارة الأميركية، فسيكون لهذا القرار تداعيات كبيرة. فوزارة الدفاع الأميركية قد صرفت كميات ضخمة من الذخائر على هذه العمليات، وقد تقدر تكلفة العملية العسكرية، وفقاً للخبراء، بنحو مليار دولار، إذا ما تم احتساب تكلفة الذخائر وفترة الانتشار الطويلة لحاملتي الطائرات مع السفن والطائرات الاستراتيجية المرافقة.


كما أن اقتصادات كل من الولايات المتحدة ومصر ستستفيد من رفع التهديدات عن الملاحة في البحر الأحمر. فإزالة هذه التهديدات سيقلل من تكلفة الشحن، ويوفر على شركات الشحن عبء الإبحار حول رأس الرجاء الصالح أو تكاليف عقود التأمين الباهظة. كما أن حركة السفن عبر قناة السويس ستعود إلى طبيعتها، مما يعزز الإيرادات المصرية من رسوم عبور السفن.


أحد الأبعاد الأكثر أهمية لهذه العملية هو الربح السياسي الذي ينتظر الإدارة الأميركية. ففي تصريحات لمسؤولين أميركيين لشبكة "العربية" و"الحدث"، أُكد أن العملية العسكرية ضد الحوثيين كانت في الواقع تستهدف إيران بشكل غير مباشر. وقد أشار أحد المسؤولين إلى أن ما تم تسريبه من رسائل بين كبار المسؤولين الأميركيين، بما في ذلك وزير الدفاع بيت هيغسيث، يكشف عن النية الأساسية لهذه العملية، وهي التركيز على تقويض النفوذ الإيراني في المنطقة.


كما أكد المسؤول الأميركي أن إدارة ترامب استغلت هذه العملية العسكرية لتوجيه الأنظار بعيدًا عن القضايا الاقتصادية الداخلية، مثل تراجع الاقتصاد ومشاكل سوق الأسهم، ولتصعيد التوترات مع إيران. فبينما كانت العمليات ضد الحوثيين، إلا أن الهدف الحقيقي كان إرسال رسالة قوية إلى طهران بأن الولايات المتحدة قد تتحرك لمواجهة تهديداتها في المنطقة.


من المتوقع أن تكون الأيام المقبلة مفصلية في المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران. فواشنطن تتمتع الآن بوجود عسكري ضخم في المنطقة، وهو ما يمنحها قدرة على اتخاذ خطوات عسكرية إضافية إذا لزم الأمر. من جهتها، أعربت إيران مرارًا عن رغبتها في التوصل إلى حلول دبلوماسية، كما أشار مسؤولوها في أكثر من مناسبة.


وفي هذا السياق، يبقى السؤال حول قدرة إدارة ترامب على استخدام هذه التطورات لتحقيق هدف سياسي أكبر في مفاوضات المنطقة، فهل ستؤدي هذه العملية إلى تغيير في النهج الأميركي تجاه إيران؟ أم ستظل التوترات قائمة في ظل غياب تفاهم شامل؟


تأتي هذه التطورات في وقت حساس تمر فيه المنطقة بتوترات شديدة، حيث تشهد علاقات الولايات المتحدة مع إيران تدهوراً منذ فترة طويلة، ما زاد من تعقيد المشهد الإقليمي. وتُعدّ العملية العسكرية الأميركية ضد الحوثيين جزءًا من استراتيجيات أكبر تهدف إلى الحد من النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك في العراق وسوريا واليمن.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة