اعتبر نائب الرئيس الأميركي، جاي دي فانس، أن المباحثات الجارية بين واشنطن وطهران بشأن البرنامج النووي الإيراني تسير على "المسار الصحيح"، مؤكدًا أن الإدارة الأميركية ثابتة على موقفها الرافض لامتلاك إيران سلاحًا نوويًا.
وجاء كلام فانس خلال مشاركته في ندوة بواشنطن ضمن فعاليات منتدى ميونيخ للأمن، حيث قال إن "المحادثات الأميركية مع إيران جيدة حتى الآن"، مشيرًا إلى أن الهدف من هذه المفاوضات هو "إبرام اتفاق يتيح لإيران العودة إلى الاندماج في الاقتصاد العالمي، بالتوازي مع ضمان عدم امتلاكها لسلاح نووي".
وأضاف: "لا مشكلة لدينا في امتلاك أي طرف للطاقة النووية المدنية، لكن لا يمكن القبول ببرنامج لتخصيب اليورانيوم يتيح الوصول إلى قدرات تسلحية. هنا نرسم الخط الأحمر".
وفي إشارة إلى الموقف الأميركي من ملف الانتشار النووي، لفت فانس إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "لا يحبذ هذا النوع من الانتشار"، كاشفًا عن انفتاحه على خوض مفاوضات مع روسيا والصين في السنوات المقبلة من أجل "تقليص عدد الأسلحة النووية حول العالم".
تأتي تصريحات فانس بعد سلسلة من التوترات التي أحاطت بالبرنامج النووي الإيراني، لاسيما بعد انسحاب واشنطن في عهد ترامب عام 2018 من الاتفاق النووي المبرم عام 2015، والمعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، وما تلاه من تسارع في أنشطة إيران النووية، شملت رفع نسب تخصيب اليورانيوم إلى مستويات تثير مخاوف دولية.
ومنذ مطلع هذا العام، تحاول واشنطن بالتنسيق مع حلفائها الأوروبيين التوصل إلى صيغة جديدة أو معدلة تضمن التزام إيران بالقيود النووية وعودة طهران إلى دائرة التعاون الاقتصادي العالمي. وكانت تقارير قد أفادت بأن طهران أبدت استعدادًا مبدئيًا لاستئناف المفاوضات الرسمية يوم الأحد المقبل، وسط دعوات أميركية وغربية لتعاون شفاف مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وفي سياق متصل، تطرّق نائب الرئيس الأميركي إلى الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات بين روسيا وأوكرانيا، داعيًا إلى "مفاوضات مباشرة" بين الجانبين. وقال فانس: "نعتقد أنه لا يمكننا التوسط بالكامل بدون أن يكون هناك بعض المفاوضات المباشرة على الأقل. هذا ما نركّز عليه حاليًا".
وأوضح فانس أن الإدارة الأميركية تعتبر أن موسكو تطلب كثيرًا في المحادثات، لكنها لا ترى أن روسيا غير مهتمة بتحقيق السلام. وقال: "أنا لست متشائمًا بالكامل، ولا أقول إن الروس لا يريدون تسوية، لكنهم يقدمون حاليًا لائحة طويلة من المطالب والتنازلات، ونعتقد أن ما يطلبونه مفرط".
وأشار إلى أن واشنطن تركّز على تسوية طويلة الأمد مع أوكرانيا بدلًا من مجرد "وقف لإطلاق النار قصير الأجل"، مضيفًا: "وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا لا يصب في المصلحة الاستراتيجية، ولذلك نسعى إلى اتفاق يضمن استقرارًا أطول مدى".