تستعد إسرائيل لإيفاد وفد رسمي إلى العاصمة القطرية الدوحة، غدًا الأحد، للمشاركة في مفاوضات مكثفة مع الوسطاء، في مسعى جديد للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك بعد تلقيها ردًا "إيجابيًا مشروطًا" من حركة "حماس" على المقترح الأميركي، يتضمن تعديلات جوهرية على ثلاث نقاط أساسية: تموضع القوات الإسرائيلية، آلية توزيع المساعدات، وضمانات عدم استئناف الحرب.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن المجلس الوزاري المصغر عقد اجتماعين متتاليين الجمعة والسبت لمناقشة رد الحركة، قبل اتخاذ قرار بإرسال الوفد التفاوضي، وسط ترجيحات بأن ترفض تل أبيب التعديلات التي اقترحتها حماس، لكنها تبقي الباب مفتوحًا أمام تهدئة مؤقتة مشروطة.
وتصر إسرائيل على تضمين أي اتفاق بندًا يتيح لها استئناف العمليات العسكرية إذا رأت ضرورة لذلك، بينما تطالب "حماس" بلغة صريحة تؤكد استمرار المفاوضات بشأن وقف دائم للنار إلى حين التوصل إلى اتفاق نهائي، دون ربطه بشرط "حسن النية" الذي ترى فيه ثغرة تسمح لإسرائيل بخرق الاتفاق، كما حدث في آذار الماضي.
كما دعت الحركة إلى استئناف دخول المساعدات بشكل شامل ومن خلال آليات تشرف عليها الأمم المتحدة ومنظمات دولية، وليس فقط عبر "مؤسسة غزة الإنسانية" التي تعتبرها مدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة، وتشكل غطاءً للتحكم بالمعونات.
أما التعديل الثالث، فيتعلق بانسحاب الجيش الإسرائيلي خلال فترة الهدنة، إذ تطالب حماس بعودة القوات إلى مواقع ما قبل انهيار وقف إطلاق النار السابق، مع رفض تل أبيب حتى الآن لأي انسحاب من محاور حساسة، أبرزها "محور موراغ" جنوب القطاع، الذي تسعى إسرائيل للإبقاء على وجودها فيه، أسوة بمحور "فيلادلفيا" الحدودي مع مصر.
في المقابل، يُواصل الوسطاء ضغوطهم للإبقاء على النص الحالي للاتفاق، مع تعديل تقني لبعض التفاصيل، مثل هوية الأسرى الفلسطينيين المقرر الإفراج عنهم، ومناطق انتشار القوات، وسط تعقيدات قد تؤجل التوصل إلى اتفاق شامل.
وتشترط إسرائيل في أي تسوية دائمة نفي قيادات "حماس" من غزة، والتخلي عن السلاح، وهما مطلبان ترى الحركة أنهما خارج أي نقاش حالي.
ومن المرتقب أن يُعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عن مضمون الاتفاق الجديد خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض يوم الإثنين، قبل لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في وقت أكد فيه بيان لحماس أنها سلّمت ردها للوسطاء وتُبدي "جاهزية جدية" للدخول الفوري في مفاوضات حول آلية التنفيذ.
ويتضمن المقترح الأميركي وقفًا للنار لمدة 60 يومًا، يترافق مع إطلاق أسرى من الجانبين وتسليم جثامين، في إطار تفاهم مرحلي يأخذ في الحسبان ملاحظات الحركة على الصيغة السابقة.