أكد مسؤول إيراني بارز أن المحادثات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران بشأن البرنامج النووي الإيراني لا تُظهر جديّة من الجانب الأميركي، مشيرًا إلى أن طهران بدأت فعلاً التحضير لسيناريو فشل هذه المفاوضات. وقال المسؤول، في تصريحات لشبكة "سي إن إن"، إن التقديرات داخل إيران تُظهر أن هذه المحادثات صُممت في الأساس لتكون "فخًا" يهدف إلى زيادة التوتر في المنطقة.
واتهم المسؤول إيران الولايات المتحدة باتباع "اللعبة السياسية والإعلامية" عبر ما وصفه بـ "الانقطاعات غير المبررة في مسار المفاوضات"، مؤكداً أن بلاده كانت تفضل نهجًا أكثر جدية وتواصلًا مستمرًا. وأضاف أن الردود الأميركية على المقترحات الإيرانية "مختصرة وعامة" وغالبًا ما تتجاهل المقترحات الرئيسية من إيران، في حين أن المواقف الأميركية تتغير بشكل مستمر.
وفيما يستأنف كبار المفاوضين الإيرانيين والأميركيين المحادثات اليوم في مسقط، على أمل التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، شددت واشنطن على موقفها قبل زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط. ورغم إعلان طهران وواشنطن عن تفضيلهما الحل الدبلوماسي، إلا أن الخلافات لا تزال قائمة حول العديد من النقاط الخلافية التي تحتاج إلى تجاوزها للوصول إلى اتفاق.
وفيما يواصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي المفاوضات مع المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف عبر وسطاء عمانيين، أكد عراقجي أن إيران لن تتنازل عن حقوقها النووية، مشدداً على أن طهران تسعى لتوضيح أن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية. وقال عراقجي: "إيران مستعدة للتفاوض على بعض القيود مقابل رفع العقوبات، ولكنها لن تقبل المساس بحقوقها في تخصيب اليورانيوم."
من جهة أخرى، تواصل إيران رفضها لأي نقاش حول برنامجها للصواريخ البالستية، وتطالب بضمانات بعدم انسحاب ترامب مجددًا من الاتفاق النووي. وكان ترامب قد انسحب في 2018 من الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع القوى العالمية، وأعاد فرض عقوبات صارمة عليها، ما دفع إيران إلى خرق العديد من القيود النووية وتخصيب اليورانيوم بنسبة 60%، وهي نسبة قريبة من المستوى المطلوب لصناعة الأسلحة النووية.
وفيما يتعلق بالمواقف الأميركية، قال المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، إن "الخط الأحمر" الذي وضعته واشنطن في المفاوضات هو "عدم تخصيب اليورانيوم، ما يعني ضرورة تفكيك المنشآت النووية الإيرانية في نطنز وفوردو وأصفهان." كما أضاف أنه في حال عدم التوصل إلى نتائج ملموسة خلال المحادثات في مسقط، فإن واشنطن ستلجأ إلى مسار آخر، وهو ما يثير المزيد من الشكوك حول فرص التوصل إلى اتفاق نووي جديد.
تواصل المفاوضات في مسقط اليوم في ظل ضغوط متزايدة من واشنطن وتحديات كبيرة تواجه إيران في التوصل إلى اتفاق يضمن حقوقها النووية ويعالج مخاوف المجتمع الدولي بشأن برنامجها النووي.