أعلنت وكالة فرات للأنباء، المقربة من حزب العمال الكردستاني، اليوم الاثنين، أن الجماعة المسلحة التي تخوض صراعًا مسلحًا مع الدولة التركية منذ أكثر من 40 عامًا، قررت حل نفسها وإلقاء السلاح، مما يشير إلى نهاية مرحلة طويلة من القتال المستمر. وقالت مصادر خاصة لقناتي "العربية" إن عملية نزع سلاح حزب العمال الكردستاني ستستمر حتى نهاية شهر حزيران المقبل، في خطوة قد تعكس تحولًا مهمًا في العلاقات التركية-الكردية.
هذا القرار تم اتخاذه خلال مؤتمر الحزب الثاني عشر الذي عقد بين الخامس والسابع من شهر أيار الجاري. في البيان الختامي للمؤتمر، الذي نقلته قناة "روداو" التلفزيونية الكردية، جاء أن "المؤتمر قرر حل الهيكل التنظيمي لحزب العمال الكردستاني، وإنهاء الكفاح المسلح، وبذلك يتم وضع حد لنشاط التنظيم المسمى حزب العمال الكردستاني". هذه الخطوة تمثل تحولًا كبيرًا في تاريخ الحركة الكردية التي طالما كانت تعتبر معركة المسلحين ضد تركيا جزءًا من نضالهم من أجل الحقوق الكردية.
في البيان الصادر عن الوكالة التابعة للحزب، تم التأكيد على أن "العلاقات التركية-الكردية بحاجة إلى إعادة صياغة"، ودعا الحزب السلطات التركية لتقديم ضمانات قانونية وسياسية لزعيمه المسجون، عبد الله أوجلان، الذي يعد أحد الأيقونات المهمة في الحركة الكردية. كما أضاف البيان أن "الأحزاب السياسية الكردية ستضطلع بمسؤولياتها لتطوير الديمقراطية الكردية وضمان تشكيل أمة كردية ديمقراطية"، مما يعكس توجهًا نحو العمل السياسي السلمي بعد أكثر من أربعة عقود من الصراع المسلح.
وفي ختام البيان، ذكر حزب العمال الكردستاني أنه "أنجز مهمته التاريخية"، في إشارة إلى أن الحركة ترى في هذا القرار مرحلة جديدة في تطور الصراع الكردي التركي، قد تكون البداية لمرحلة جديدة من الحلول السياسية.
يعد هذا القرار تحولًا محوريًا في الصراع التركي الكردي الذي استمر لأكثر من أربعة عقود، وقد شهدت السنوات الأخيرة العديد من المحاولات للوساطة والتفاوض، بما في ذلك محادثات سرية بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني في فترات مختلفة. في المقابل، كان لقرار إعلان الحل هذه المرة تأثير كبير على الوضع الأمني والسياسي في المنطقة، الذي يتسم بالتوتر المستمر بين القوات التركية والمسلحين الأكراد في جنوب شرق تركيا وشمال العراق.
كما أن هذه الخطوة قد تفتح المجال لحل سياسي شامل للصراع التركي الكردي، الذي شهد في الماضي مئات الآلاف من الضحايا والدمار المستمر. وقد تكون هذه المبادرة بداية مرحلة جديدة في العلاقات بين الأكراد والدولة التركية، رغم التحفظات التي قد تظل قائمة من بعض الجهات في كل من تركيا وكردستان العراق.