حذّر مسؤول إسرائيلي رفيع من خطورة بيع الولايات المتحدة مقاتلات "إف-35" المتطورة إلى تركيا، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة قد تُستخدم لأغراض هجومية تهدد أمن إسرائيل واستقرار المنطقة.
وفي تصريحات نقلتها صحيفة "معاريف" العبرية، شدد المسؤول على أن "إسرائيل ستتخذ خطوات لإحباط هذه النوايا إذا اقتضى الأمر"، مشيرًا إلى أن "أنقرة تسعى لاستعادة نفوذها العثماني، بما في ذلك في القدس، وهو أمر مقلق للغاية بالنسبة لنا".
وأضاف أن تل أبيب تخشى من "استخدام تركيا للطائرة المتقدمة بشكل عدواني، خصوصًا ضد إسرائيل"، في ظل ما وصفه بـ"ازدياد احتمالية المواجهة العسكرية، حتى وإن بقي هذا الاحتمال بعيدًا".
ولفت إلى أن إسرائيل سبق أن نفّذت تحرّكات ميدانية لإفشال الخطط التركية في سوريا، وستلجأ إلى إجراءات إضافية إذا دعت الحاجة، دون أن يحدّد طبيعتها. كما طالب الكونغرس الأميركي "بلعب دوره" في منع صفقة البيع المحتملة، معتبرا أن "منع تسليم الطائرات لتركيا مسؤولية استراتيجية مشتركة".
وتأتي هذه التصريحات في ظل تقارير إعلامية تتحدث عن مشاورات أميركية جارية بشأن صفقة تسليح بديلة لتركيا، تشمل بيع سربين من طائرات "إف-16" بلوك 70 الحديثة، والمزودة برادارات AESA وتقنيات إلكترونية متقدمة.
ويشغّل سلاح الجو التركي حاليًا قرابة 250 إلى 300 طائرة "إف-16"، من طرازات قريبة إلى تلك التي يستخدمها سلاح الجو الإسرائيلي. كما لا تزال بعض طائرات "فانتوم" القديمة في الخدمة، بعد أن تم تحديثها تقنيًا في إسرائيل، وفق ما أوردته "معاريف".
وكانت تركيا قد أُقصيت من برنامج تصنيع مقاتلات "إف-35" بعد قرارها شراء منظومة الدفاع الروسية المتقدمة S-400، وهو ما اعتبرته واشنطن تهديدًا للأمن المعلوماتي المتعلق بالمشروع. وجاء هذا الإقصاء في سياق الخلافات المتصاعدة بين أنقرة وواشنطن، رغم محاولات التهدئة الدبلوماسية في السنوات الأخيرة.
وفي أيار 2025، كانت إذاعة الجيش الإسرائيلي قد كشفت عن تزايد المخاوف الأمنية داخل أروقة الحكومة الإسرائيلية من احتمال إقدام إدارة ترامب على إعادة تفعيل صفقة بيع "إف-35" لتركيا، رغم الاعتراضات الإسرائيلية المتكررة.