"ليبانون ديبايت"
في ظل التحولات الإقليمية المتسارعة والانفتاح العربي والدولي على سوريا، لا سيما من قبل الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية التي شملت رفع العقوبات عن سوريا، يبقى لبنان وحده غائباً عن التنسيق الفعّال مع دمشق، خصوصاً في ما يتعلق بالملف التربوي، الذي يُعد أحد أكثر الملفات حساسية وتأثيراً على الاستقرار الاجتماعي.
ففي الآونة الأخيرة كشفت معلومات عن انعقاد اجتماع تربوي ثلاثي بين الأردن وتركيا وسوريا، خُصص لبحث مستقبل الطلاب السوريين وتنسيق السياسات التعليمية للعام 2026، لكن المفاجأة كانت في غياب لبنان عن هذا اللقاء.
وهذا الغياب يطرح علامات استفهام كبرى حول الدور اللبناني في صياغة مستقبل العلاقة التربوية مع سوريا، لا سيما أن لبنان يستضيف مئات الآلاف من الطلاب السوريين في مدارسه وجامعاته، ويعاني من ضغوط هائلة على البنية التحتية التعليمية.
وما جرى في الاجتماع بحسب المعطيات، يُمهّد لوضع خطة استراتيجية طويلة الأمد تبدأ بتنسيق العودة الطوعية والتربوية للطلاب السوريين، وقد تم التوافق على مراحل تبدأ عام 2026 وتمتد لثلاث سنوات، تشمل تطوير المناهج، وتأهيل المدارس الحدودية، وتسهيل المعادلات التربوية بين البلدين.
لذلك يعتبر غياب لبنان عن هذا المسار التربوي خسارة تحمل وجهين، الأول أنه لم يكن شريكاً في التخطيط لمستقبل مشترك مع سوريا على قاعدة المصالح المتبادلة، والثاني أنه فوّت فرصة لبلورة دور لبناني فاعل في رسم السياسات الإقليمية التربوية.