قال شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز، سامي أبي المنى، أننا "في مسيرة نهوض وإصلاح وإنقاذ للبنان"، مشدداً على أننا "قادرون معاً على ذلك برعاية رئيس الجمهورية وجهد الحكومة ومواكبة مجلس النواب ومباركة ومواكبة الرؤساء الروحيين".
وجاء كلام أبي المنى بعد زيارته قصر بعبدا ولقائه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، برفقة القاضي الشيخ غاندي مكارم، حيث تم التداول في الأوضاع العامة في البلاد، إضافة إلى مواقف الرئيس ونتائج زياراته الرسمية إلى الخارج، خصوصاً إلى دول مجلس التعاون الخليجي.
ولفت أبي المنى إلى أنه لمس في قرارات الحكومة انطلاق سلسلة إصلاحات بدأت، معرباً عن أمله في أن يتحول الدعم العربي الموعود إلى دعم عملي يساعد في سد الفجوة المالية الموجودة. وعن موضوع حصرية السلاح بيد الدولة، اعتبر أن لبنان "قادر بالحوار على تحقيق ذلك".
كما عرض للرئيس عون الجهود التي يبذلها لتعزيز الشراكة الروحية الوطنية في البلاد، وأطلع الرئيس على عزمه إقامة سلسلة ندوات ثقافية وطنية بعنوان "الشراكة الروحية الوطنية: مظلة الإصلاح والإنقاذ"، على أن تنطلق أولى هذه الندوات في شانيه بدعوة من الملتقى الثقافي والاجتماعي لجرد عاليه والجوار، يوم الأربعاء 21 أيار المقبل الساعة الخامسة عصراً.
وتناول البحث خلال اللقاء الوضع في سوريا، والحدث المهم في الخليج مع زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السعودية وقطر والإمارات، كما تم التطرق إلى قضايا وطنية أخرى.
وبعد اللقاء، قال شيخ العقل للصحافيين: "تشرفنا اليوم بزيارة فخامة الرئيس، لشكره أولاً على تلبيته دعوتنا للمشاركة في إفطار دار الطائفة، ولتبادل الأفكار معه، واطلاعه على المبادرة التي أطلقناها في دار الطائفة وفي أكثر من مكان، حول عنوان الشراكة الروحية الوطنية التي اعتبرناها مظلة الإصلاح والإنقاذ في هذه المرحلة. نستبشر خيراً بهذا العهد، ونتطلع إلى أن يرعى هذه الشراكة، التي نأمل أن تختتم بسلسلة ندوات في المناطق، ثم بمؤتمر وطني برعاية فخامة الرئيس يضم كل الرؤساء الروحيين والقيادات الوطنية".
وأضاف، "نواكب فخامته في ما يطرحه ويعمل عليه، سواء في لبنان أو من خلال زياراته إلى الخارج، لتأكيد أننا في مسيرة نهوض وإصلاح وإنقاذ لهذا البلد. ونحن قادرون معاً على ذلك برعاية فخامة الرئيس وجهد الحكومة ومواكبة مجلس النواب ومباركة ومواكبة الرؤساء الروحيين. الأوضاع مؤاتية، والفرص متاحة، ويجب استغلالها على المستويات الوطنية والدولية، خاصة من الدول الخليجية المنفتحة على مساعدة لبنان، وكذلك على مستوى دول القرار. مع تحسن الأوضاع في سوريا، ورؤية التطورات الأخيرة في الخليج، نأمل أن نتجه نحو الاستقرار ونعمل لأجله".
وعن الإصلاحات وحصرية السلاح بيد الدولة، أجاب: "الإصلاحات بدأت، وظهر ذلك في قرارات الحكومة، لكن المطلوب أكثر، وخصوصاً ما يتعلق بصندوق النقد الدولي، حيث يجب بناء الثقة والتفاهم. نأمل أن يتحول الدعم العربي الموعود إلى دعم عملي يسد الفجوة المالية. في موضوع السلاح، نعتقد أننا قادرون على تحقيق حصر السلاح بيد الدولة بالحوار، والشعار الذي رفعه فخامة الرئيس واضح: القرار اتخذ، والتطبيق يحتاج إلى حوار، والحوار يعني خطوات يجب القيام بها".
وعن الانتخابات المرتقبة في بيروت، قال أبي المنى: "إذا انطلقنا من تجربة الانتخابات في جبل لبنان والشمال، فهي خطوة جيدة قامت بها الحكومة لتأكيد الروح الديمقراطية وبناء المؤسسات ودور المجالس البلدية والاختيارية. نأمل أن تكون الانتخابات في بيروت إيجابية، تحافظ على الميثاقية وروح العيش المشترك، وتتم المنافسة ضمن إطار المحافظة على ذلك".
وفيما يخص الأوضاع في السويداء بسوريا، أوضح،"الوضع يتجه إلى الأفضل. أهلنا في السويداء ثابتون في انتمائهم العربي والإسلامي، مستندين إلى عمقهم العربي قبل كل شيء، وهم يطالبون بضمانات تحفظ أمنهم وسلامتهم وعيشهم الكريم، وهذا حقهم. حصلت بعض الصدامات غير المرغوبة، لكن الدولة تستحق فرصة لتثبيت وجودها، وهي مسؤولة عن حفظ الأمن والسلامة".
في السياق نفسه، أجرى شيخ العقل اتصالاً هاتفياً بنائب رئيس الحكومة الوزير طارق متري للتشاور حول إطلاق سلسلة الندوات الثقافية الوطنية بعنوان "الشراكة الروحية الوطنية – مظلة الإصلاح والإنقاذ"، التي ستبدأ أولى حلقاتها الأربعاء المقبل في قاعة جمعية النهضة الاجتماعية الخيرية في شانيه، برعاية سماحته ووزير الثقافة الدكتور غسان سلامة، فيما ستكون الحلقة الثانية برعاية الوزير متري.
كما وجّه رسالة إلى شيوخ العقل في سوريا: حكمت الهجري، يوسف جربوع، وحمّود الحناوي، وبعض شخصيات الطائفة في سوريا، عبّر فيها عن التهنئة بقرار رفع العقوبات عن سوريا، مؤكداً على الرعاية الدولية لها، ومتمنياً نهوضها وازدهارها وتحقيق السلام في ربوعها.
الـــمــــزيــــــــــد
