كشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن خلافًا داخليًا حادًا بين القيادي في حركة "حماس" محمد السنوار وعدد من قادة الحركة في الخارج، كان من بين العوامل الرئيسية التي سهّلت على الجيش الإسرائيلي وجهاز "الشاباك" تحديد موقعه واستهدافه، في ضربة جوية نفّذت مؤخرًا على محيط المستشفى الأوروبي في خان يونس جنوبي قطاع غزة.
ووفقًا للصحيفة، فإن السنوار، وهو الشقيق الأصغر ليحيى السنوار، ارتكب ما وصفته بـ"الخطأ القاتل" حين عقد اجتماعًا سريًا لقيادة خلية العمليات التابعة له، بعيدًا عن مواقع احتجاز الأسرى الإسرائيليين، التي كان قادة "حماس" يستخدمونها كأماكن للاختباء بسبب ما تعتبره إسرائيل "دروعا بشرية".
وبحسب "معاريف"، فإن إسرائيل استغلّت هذا الانفصال المؤقت عن مواقع الأسرى لتوجيه ضربة دقيقة إلى نفق تحت مجمع المستشفى الأوروبي، حيث كان الاجتماع منعقدًا، ما أدى إلى مقتل عدد من القيادات الميدانية من دون تأكيد رسمي حول مصير السنوار حتى الساعة.
الصحيفة الاسرائيلية أشارت إلى أن السنوار كان من أبرز المطلوبين لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، كونه أحد المخططين الرئيسيين لهجوم السابع من تشرين الأول 2023، وممن أبدوا رفضًا قاطعًا للتقدم في مفاوضات تبادل الأسرى.
وتحدث التقرير عن أزمة داخلية تعصف بقيادة "حماس"، لاسيما بعد أن اختارت الإدارة الأميركية التواصل مع بعض قادة الخارج مباشرة في ملف التفاوض، متجاوزة دور محمد السنوار، ما تسبب بتوتر بالغ بين الجناحين السياسي والعسكري داخل الحركة.
وتزداد حدّة الانقسام، وفق الصحيفة، بعد أن أعطى قادة الخارج تعليمات بالإفراج عن الجندي الإسرائيلي ـ الأميركي عيدان ألكسندر، وهو ما أثار حفيظة محمد السنوار، واعتبره "قرارًا مفروضًا بالقوة".
هذا التباين، وفق "معاريف"، دفع السنوار إلى عقد اجتماع موسّع مع عدد من القادة العسكريين التابعين له داخل غزة، بعيدًا عن التحصينات الأمنية المعهودة، وهو ما أتاح لإسرائيل "فرصة ذهبية" لرصده واستهدافه، بحسب تعبير الصحيفة.
في المقابل، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر أمنية قولها، يوم الأحد، إن الأجهزة المختصة ما زالت تفحص نتائج الغارة الجوية التي استهدفت النفق قرب المستشفى الأوروبي، مؤكدة أنها لم تعلن رسميًا حتى الآن مقتل محمد السنوار أو أي من القادة المستهدفين في الضربة الجوية.
كما ألمح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، السبت، إلى ضلوع إسرائيل في تصفية محمد السنوار، من خلال تصريح ناري توجّه به إلى زعيم جماعة "أنصار الله" اليمنية، عبد الملك الحوثي، عقب غارات إسرائيلية استهدفت ميناءين في اليمن.
وقال كاتس حينها: "إذا استمر إطلاق النار من اليمن، فسوف نستهدف عبد الملك الحوثي كما فعلنا مع السنوارين"، في إشارة مزدوجة إلى يحيى السنوار وشقيقه محمد، ما فُسِّر على أنه تبنٍّ غير مباشر لعملية الاغتيال.
وكانت إسرائيل قد أعلنت قبل أيام استهداف مناطق في محيط المستشفى الأوروبي في خان يونس، مؤكدة أن العملية جاءت في سياق محاولة اغتيال محمد السنوار، في غارات أدّت إلى مقتل عشرات الأشخاص، من دون تقديم تفاصيل إضافية حول هوية القتلى.
الـــمــــزيــــــــــد
