خاص ليبانون ديبايت

ليبانون ديبايت
الأربعاء 21 أيار 2025 - 15:19 ليبانون ديبايت
ليبانون ديبايت

كلام خطير قد يستند لتحليلات استخباراتية... خوف من حرب إلغائية للأقليات!

كلام خطير قد يستند لتحليلات استخباراتية... خوف من حرب إلغائية للأقليات!


"ليبانون ديبايت"

كلام خطير صدر عن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، توقّع فيه انهيار سلطة الرئيس السوري خلال أسابيع قليلة، رغم كل التحفيزات التي قدّمتها الإدارة الأميركية برفع العقوبات عن سوريا. فهل هذا الكلام نتيجة لاستخبارات دقيقة؟ أم أنه مجرد تهويل مرتبط بحثّ الرئيس السوري على تنفيذ الطلبات الأميركية؟

في هذا الإطار، يعتبر الكاتب والمحلل السوري أيمن الشوفي، في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، أن تصريحات وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الأخيرة المتصلة بالشأن السوري وبمصير الإدارة السياسية الحالية في سوريا، قد يجدها البعض صادمة وغير متوقعة، لا سيما أنها جاءت بعد مدة وجيزة من قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا، وأيضاً قرار الاتحاد الأوروبي رفع العقوبات عن سوريا.


ووفق هذه القرارات، يلفت إلى أنه نمت حالة من التفاؤل لدى عموم السوريين، بما فيهم أيضاً الأقليات التي تعارض بعض الممارسات والسلوكيات لبعض الجماعات المسلحة الذين تصفهم حكومة دمشق بأنهم مجموعات غير منضبطة، والتي تسببت بأحداث دامية سواء في الساحل أو في المدن الدرزية مثل صحنايا وجرمانا، وأيضاً في محيط السويداء، فعموم السوريين كانوا متفائلين بمسألة رفع العقوبات، لكن تصريحات ماركو روبيو ربما فيها قراءة لعجز الحكومة الحالية والإدارة السياسية عن إقصاء العناصر الإسلامية السلفية الراديكالية، والتي تُعد في صلب الأولويات التي وضعتها الإدارة الأميركية، والتي تكفلت السعودية وتركيا بأن إدارة الشرع ستسعى إلى تنفيذ الطلبات الأميركية، وأهمها هو إقصاء العناصر غير السورية من أي مراكز قيادية، سواء كانت في وزارة الدفاع أو في الاستخبارات أو في الحكومة.


سلطة عاجزة

لكن، كما يرى الشوفي، فإن حكومة الشرع عاجزة عن اتخاذ مثل هذه الخطوة، لأن هذه العناصر ربما كان لها دور في مسألة إسقاط النظام السوري أو التحرير، فكانت ضمن الفصائل المسلحة المشاركة في عملية إنهاء النظام، وقد يجد الشرع صعوبة في إقصائها، أو ربما يجد حرجاً من إقصائها أو إعادتها إلى الدول التي جاءت منها. قد يكون الأمر على هذا الشكل أو ربما تحاول الإدارة السورية الحالية تمويه هذا الطلب.


ويُذكّر أيضاً أن من ضمن الطلبات الأميركية كان عدم التعرض للأقليات، وخاصة الأقليات الدرزية في جنوب البلاد بعد الأحداث الدامية التي شهدتها المدن الساحلية ضد الطائفة العلوية.


ويعتقد الشوفي أن مخاوف روبيو من أن الحكومة السورية والإدارة السياسية السورية لن تصمد، هي مسألة وقت، وأسابيع قليلة وتنهار. فربما يقرأ هذا العجز لدى حكومة الشرع من تنفيذ هذه الطلبات.


كما يلفت إلى أن هناك عدم قبول بالمطلق، وخاصة من الأقليات، للحكومة الحالية أو الإدارة السياسية الحالية، ويوصفونها بـ"إدارة من لون واحد"، لا تعكس غنى المجتمع السوري وتنوع ثقافته وتنوع انتماءاته الإثنية.


ويعتبر أن مسألة الثقة بالإدارة السياسية الحالية قد تكون عبر إنجاز سياسي يطمئن الداخل السوري ويطمئن أيضاً الغرب، أو الدول العربية. ولا ينكر أن هناك جهوداً دبلوماسية كانت جيدة وجيدة جداً، أثمرت، وقادتها سيدة الشرع ووزيرة الخارجية السورية للوصول إلى هذه الضفة من رفع العقوبات. لكن مسألة أن تكون السلطة السورية الحالية هي سلطة تؤمن بالديمقراطية وتؤمن بفصل الدين عن الدولة وتؤمن بدولة المواطنة والقانون، فهي برأيه تتخطى القدرة الدبلوماسية للشرع ووزير الخارجية، وربما يكون هذا الرهان الصعب الذي يواجه الحكومة السورية الحالية أو الإدارة السياسية الحالية.


ويظن الشوفي أن المخاوف التي تحدث عنها روبيو منبتها من هنا، أي التشكيل الحالي أو الترتيب الحالي للسلطة السورية، مما يجعلها عاجزة عن إقصاء عناصر جهادية سلفية من السلطة، وأيضاً يجعلها غير قادرة على ضبط هذه المجموعات التي قد سببت مشكلة حقيقية في العلاقة بين الأقليات وبين الحكومة المركزية.


تحليلات استخباراتية وحرب أهلية

إلا أنه يتوقف عند تحديد روبيو للمدة الزمنية بأسابيع، فربما المسألة مرتبطة بتحليلات استخباراتية، ووصف الحرب الأهلية القادمة بأنها حرب ملحمية أيضاً. فربما كان يقصد بأنها ستكون حرباً إلغائية، وستحاول الجماعات السلفية الجهادية – وليس السلطة السورية حالياً – إلغاء كل المكونات المختلفة عن الحالة السنية السلفية، أي المكون العلوي والمكون الدرزي، وربما أيضاً مكونات أخرى، رغم أن الإسماعيليين في سوريا مثلاً، والطائفة الإسماعيلية في السلمية، رحبت بالسلطة السورية منذ إسقاط النظام السوري، وسمحت لإدارة الأمن العام بالدخول إلى المدينة، ولم تُسجل أي حالة اشتباك أو صدام ما بين قوات الأمن المحسوبة على وزارة الدفاع والحكومة السورية وبين الطائفة الإسماعيلية.


استهداف ممنهج

في الوقت نفسه، لا تزال القيادات الدينية الدرزية، أو على الأقل الشيخ الهجري، لا يرحب بالحكومة المركزية أو بدخول عناصرها إلى السويداء، مما أدى إلى بقاء الجو المتشنج والقلق، والبناء على قلة ثقة بين الطرفين: بين الحكومة المركزية وبين دروز السويداء. أيضاً، لا تريد الحكومة المركزية أن تفتعل مواجهة مباشرة مع الدروز، لكنها أيضاً تعجز عن إلغاء المضايقات، يعني كل يوم هناك قطع للكهرباء، وهناك شيء أصبح يوحي بأنه ممنهج. يعني هناك استهداف لأبراج الكهرباء المغذية للسويداء، أو محطات التوليد، خاصة في الكسوة في ريف دمشق، بحيث أن السويداء إلى حد كبير الآن خارج خدمة التيار الكهربائي، أو ما يتلقاه الريف الغربي من السويداء من قذائف هاون بين الفتنة والأخرى. كلها وسائل ضغط، وكلها وسائل خنق للدروز الذين لم يرضوا بدخول الحكومة السورية ممثلة بإدارة الأمن العام إلى السويداء.


تصريحات مقلقة

طبعاً، ضمن هذه المضايقات، يُرجّح أن تكون البلاد الآن في مرحلة ترقب، والكل ينتظر نتائج مطمئنة من الحكومة السورية، من الإدارة السورية الحالية. قد نحصل على بعض الإجراءات المطمئنة، لكن تصريحات روبيو مقلقة، وجاءت في وقت قابل لقتل هذا التفاؤل الذي عاشه السوريون بعد رفع العقوبات الأميركية والأوروبية.


ويأمل من الإدارة السياسية الحالية ترجمة نصرها الدبلوماسي إلى إجراءات حقيقية على أرض الواقع، وتخفيض منسوب القلق لدى الجميع، سواء في الداخل السوري أو عند الأقليات السورية أو في المجتمع الدولي، وإلا فنحن ذاهبون فعلاً إلى مرحلة ضبابية مقلقة جداً، ونأمل أن لا نصل إلى تلك المرحلة.


تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة