"ليبانون ديبايت"
في ظل ما يتردد عن سيناريوهات عدة حول ما ينتظر لبنان مع عودة الموفد الرئاسي توم براّك إلى بيروت في الساعات المقبلة، فإن أفكاراً جديدة مطروحة على طاولة البحث بين عواصم القرار الغربية والعربية، حيث أن ما سيحمله برّاك يُنذر بتطورات ترتدي طابعاً دراماتيكياً على مستوى الإنسحاب الإسرائيلي الذي يطالب به لبنان.
الكاتب والمحلل السياسي محمد علوش، يكشف في حديثٍ ل"ليبانون ديبايت"، عن أن أكثر المتفائلين لا يتوقع انسحاباً إسرائيلياً من النقاط الخمس المحتلة، إنما يتوقع المتفائلون أن تقلّص إسرائيل إعتداءاتها العسكرية وعدوانها الهمجي بشكل يومي على لبنان، وأن تنسحب ربما من نقطة واحدة، من أجل الدفع قدماً باتجاه تطبيق ورقة توم برّاك.
أمّا المتشائمين، يتابع المحلل علوش، فيعتبرون أن "إسرائيل التي رفضت في السابق أن تتحدث عن أي ضمانة تتعلق بمستقبل الصراع في لبنان، سترفض اليوم تطبيق هذه الورقة، وستعتبر أن الأولوية ستكون دائماً وأبداً لسحب سلاح المقاومة".
وعليه، يشير علوش إلى أن البعض يقول إنه "حتى لو انسحبت إسرائيل لأمرٍ ما اليوم، فهذا لا يعني أنها ستلتزم به لوقت طويل، ما يشكل أساساً مكمن الخطر والإختلاف، بين من يقول إن نزع السلاح سيؤدي بلبنان إلى السلام والإستقرار، وبين من يقول إن نزع السلاح سيكون مقدمة لتكرار المحاولات الإسرائيلية من أجل الوصول إلى مشروع إسرائيل الذي يتعلق بالجنوب اللبناني."
ولذا، ومع عودة برّاك يوم الإثنين، فيتوقع علوش أن "يحمل جواباً معيناً بعد لقاءاته سواء في باريس أوغيرها مع القيادة الإسرائيلية، وإن كان من غير الواضح ما إذا كانت الأجوبة كاملة وكافية، حيث أنه بحسب المعطيات المتوفرة والمعلومات التي رشحت من داخل الأوساط السياسية والأمنية الإسرائيلية، فإن الموقف الذي تسلّمه برّاك لا يبشّر يإيجابية".
وعلى العكس من ذلك، فإن علوش يُعرب عن اعتقاده بأن الجواب الإسرائيلي "سيأتي محمّلاً بشروطٍ إضافية، ما يؤكد رغبة الإحتلال في المماطلة وفرض وقائع جديدة على الأرض، على حساب أي تسوية أو تهدئة مطلوبة، وبالتالي، فمن الواضح أن إسرائيل تحاول أن تناور سياسياً وتضغط ميدانياً، بهدف الحصول على مكاسب أمنية واستراتيجية، تتجاوز ما هو مطروح في الإطار التفاوضي الحالي".
وفي سياقٍ متصل، يتوقف علوش عند ما سُرّب أميركياً حول إنشاء "منطقة إقتصادية" في جنوب لبنان، وهو "طرحٌ لا يعبر فعلياً عن جوهر المشكلة، لأن الموضوع لا يتعلق بالإستثمار بطبيعة الحال، بل يتعلق أولاً وأخيراً بالموقف الإسرائيلي الواضح، الذي يصرّ على منع عودة سكان الجنوب إلى أراضيهم، ويستمر في سياسة الترهيب والتهديد والضغط".
ويشدد علوش على أن "أصل المشكلة يبقى الإحتلال والإصرار الإسرائيلي على التحكم بمصير منطقة الجنوب".