سلّطت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، الضوء على ما وصفته بـ"الاختراق الإيراني الخطير" داخل المجتمع الإسرائيلي، عبر تجنيد مواطنين إسرائيليين للعمل لصالح أجهزة الاستخبارات الإيرانية.
ووفق تقرير أعدّه المراسل العسكري آفي أشكنازي، فإن جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) كشف في الأسابيع الأخيرة عن سلسلة من الحالات التي تورّط فيها يهود إسرائيليون بمهام تجسسية لصالح إيران، شملت جمع معلومات أمنية واستخباراتية حساسة، ومحاولات تنفيذ عمليات اغتيال بحق شخصيات بارزة في المؤسستين العسكرية والسياسية.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ من بين الأهداف التي حاول الإيرانيون استهدافها عبر وكلائهم الإسرائيليين، وزير الدفاع السابق موشيه (بوغي) يعالون، ووزير الدفاع الأسبق بيني غانتس، ورئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت. كما كشف وزير الأمن الحالي يسرائيل كاتس أنّه كان بدوره هدفًا لمحاولة هجوم مصدرها إيرانيون جنّدوا مواطنين من شمال إسرائيل.
وأكدت "معاريف" أن الشاباك تمكّن حتى الآن من تفكيك نحو 20 شبكة تجسس متورّطة، موضحة أنّ معظم المجنّدين قَبلوا تنفيذ المهام مقابل مبالغ مالية زهيدة، دون أي دافع أيديولوجي أو قومي، ما وصفته الصحيفة بـ"التهديد الأمني الجديد غير القابل للتنبؤ".
وفي تحذير غير مسبوق، نقلت الصحيفة عن مصادر أمنية قولها إنّ "التمييز التقليدي بين المواطن البريء والمُشتبه به بات غير مجدٍ"، معتبرة أنّ الثقة الأمنية المفترضة بالمواطنين تنهار أمام واقع اختراق اجتماعي وتكنولوجي متقدّم تنفّذه إيران بهدوء وفعالية.
وأضافت أنّ "الوضع يتطلّب إعادة نظر شاملة في أنماط الحماية الأمنية، لا سيما في القطاعات الحساسة كالمطارات، والمؤسسات الحكومية، والمنشآت الاستراتيجية"، محذّرة من أنّ "الخطر لم يعد يأتي من متسلل عبر الحدود، بل ربما من موظف في مؤسسة أو جار في الحيّ، مستعدّ لبيع معلوماته مقابل حفنة من المال".
وتابعت الصحيفة أن القدرة الإيرانية على استخدام التكنولوجيا، ومواقع التواصل، وتراجع الثقة داخل المجتمع الإسرائيلي، كلها عوامل تخلق مشهدًا أمنيًا جديدًا يتجاوز المفاهيم التقليدية للعدو والخطر، ويضع "كل مواطن محتمل في خانة الشك الأمني".