تُعقد اليوم الجمعة في العاصمة الإيطالية روما الجولة الخامسة من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة حول البرنامج النووي الإيراني، برعاية سلطنة عُمان، في ظل أجواء متوترة وانقسامات حادة حول مسألة تخصيب اليورانيوم، التي تشكل نقطة التعثر الأبرز في هذه الجولة.
وقد دخل الوفد الأميركي برئاسة المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف إلى السفارة العُمانية في روما حيث تُعقد الجلسات، تبعه بعد نحو 20 دقيقة الوفد الإيراني برئاسة وزير الخارجية عباس عراقجي، وضم وفده هذه المرة شخصيات سياسية فقط، من دون مشاركة تقنية، ما يشير إلى أن هذه الجولة ستركز على الإطار السياسي العام وليس على التفاصيل الفنية أو التقنية.
وضم الوفد الإيراني كلاً من مجيد تخت روانجي، نائب وزير الشؤون السياسية، وكاظم غريب آبادي، نائب وزير الشؤون القانونية والدولية، والمتحدث باسم الوزارة إسماعيل بقائي، إلى جانب عدد من الدبلوماسيين.
من الجانب الأميركي، يُرافق ويتكوف المسؤول الكبير في وزارة الخارجية الأميركية مايكل أنطون، وفق ما أفاد مصدر لوكالة "رويترز".
وتُعد هذه الجولة الأرفع مستوى من حيث التمثيل منذ انسحاب الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق النووي الموقع في العام 2015 خلال ولايته الأولى في أيار 2018، وما أعقب ذلك من إعادة فرض العقوبات الأميركية في إطار سياسة "الضغوط القصوى" التي انتهجتها واشنطن ضد طهران.
وتسعى إيران عبر هذه المحادثات إلى رفع العقوبات الخانقة عن اقتصادها، بينما تؤكد الولايات المتحدة أنها لن تقبل حتى بحدٍّ أدنى من قدرة التخصيب النووي، وهو ما رفضته طهران بشدة، معتبرة أن برنامجها النووي سلمي ومدني، وأن فرض شروط جديدة يتناقض مع روح الاتفاق الدولي.
وتأتي هذه المحادثات قبل أسابيع من انعقاد مجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا خلال حزيران، حيث من المقرر مناقشة نشاطات إيران النووية. علماً أن الاتفاق الدولي المبرم في العام 2015 لا يزال نظرياً قائماً حتى تشرين الأول 2025، إلا أن معظم مفاعيله باتت بحكم المجمدة.
ويبدو أن الآمال بالتوصل إلى تفاهمات عملية لا تزال محدودة، في ظل تمسك كل طرف بمواقفه، وسط أجواء إقليمية ودولية شديدة التعقيد.