"ليبانون ديبايت"
تطرح حوادث الإحتكاك المتزايدة بين أهالي بعض القرى الجنوبية وقوات الطوارىء الدولية التي تقوم بدوريات ومهامٍ ميدانية روتينية، مجدداً دور هذه القوات وصلاحياتها، تزامناً مع اقتراب موعد بحث مجلس الأمن الدولي بالتجديد لها، حيث أن هذه الحوادث بدأت تأخذ طابعاً مختلفاً مع تزايد حجم الإنتهاكات الإسرائيلية لاتفاق وقف النار والقرار الدولي 1701.
ويكشف الكاتب والمحلل السياسي غاصب مختار معلومات دبلوماسية، مفادها أن دور اليونيفيل قد بات في دائرة التهديد الأميركي بعدم التجديد لها إلاّ إذا تمّ تعديل مهامها وتوسيعها. ويعتبر المحلل مختار في حديثٍ ل"ليبانون ديبايت"، أن ما من شك حول التشدد في الموقف الأميركي من الدور الأمني لليونيفيل، حيث أن واشنطن تربط مهامها بما هو أوسع من الدور الحالي في الجنوب ليصل إلى مستوى امتلاك القدرة والصلاحية على ضبط الأرض ميدانياً وبشكلٍ فاعل.
تزامناً، يتحدث مختار عن إصرار أميركي على حصرية السلاح بيد الشرعية اللبنانية، في ظل دعوات أميركية سواء مباشرة أو غير مباشرة ومن خلال الإتصالات مع الرؤساء الثلاثة، لكي يسرّع لبنان بوضع هذا الملف على الطاولة من أجل حسمه سريعاً.
وعلى هذا الصعيد، يكشف مختار معلومات تؤكد أن التشدد الأميركي بات يطال مسارين في لبنان، الأول هو موضوع التجديد لقوات اليونيفيل في الجنوب، إذ أن الإدارة الأميركية تريد توسيع صلاحياتها بحجة أنها في وضعها اليوم، لا تستطيع فرض السيطرة على كامل الجنوب، فيما المسار الثاني يتعلق بملف السلاح وحصريته، بمعنى أن المواضيع ما زالت معقدة وتستلزم استمرار الإتصالات من قبل رئيس الجمهورية جوزف عون.
ولكن بالمقابل، يبدو أن الإدارة الأميركية "متفهمة" لظروف لبنان ولحساسية الوضع السياسي فيه، كما يتابع مختار الذي يشير إلى أن "حزب الله" متشدد جداً من جهته في موضوع السلاح، ويشترط تأمين التعهدات والضمانات والإجراءات الميدانية الكافية واللازمة لضمان أمن الجنوبيين وعودتهم إلى قراهم والسماح بإعادة الإعمار وانسحاب قوات الإحتلال من النقاط التي دخلتها وتسهيل انتشار الجيش اللبناني في القرى الحدودية.