كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن قناة تواصل غير رسمية بين الإدارة الأميركية وحركة حماس، تقودها شخصية أميركية من أصل فلسطيني، في إطار الجهود الجارية لوقف إطلاق النار في غزة والتوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل.
ونقلت قناة I24 عن مراسلها باروخ يديد أن بشارة بحبح، الأميركي من أصل فلسطيني، هو "المهندس الرئيسي" لهذا المسار الموازي الذي جمع مسؤولين من حماس مع شخصيات في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أبرزهم مستشاره ستيف ويتكوف.
وأوضح يديد أن بحبح، المولود في القدس عام 1958 لعائلة فلسطينية، يحمل خلفية أكاديمية قوية كخريج جامعة هارفارد، حيث تخصّص في دراسات الشرق الأوسط والعلاقات الدولية. وقد شغل سابقًا منصب نائب رئيس معهد أبحاث الشرق الأوسط في الجامعة.
بدأ بحبح مسيرته السياسية ضمن الحزب الديمقراطي، لكنه انفصل عنه لاحقًا على خلفية خلافات مع سياسات الرئيس الأسبق باراك أوباما، لينتقل إلى دعم الجمهوريين. وفي عام 2024، أسس منظمة "العرب الأميركيون من أجل ترامب"، رغم اعتراضه سابقًا على قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس.
ووفق تقرير القناة، أقام بحبح قنوات مباشرة مع قيادات بارزة في حماس بالخارج، خصوصًا مع خليل الحية، في موازاة تواصله مع ويتكوف. وقد لعبت الصحافية الفلسطينية ريموندا الطويل، والدة سهى عرفات، دورًا محوريًا في تمكين تلك العلاقة، من خلال صحيفة "العودة" التي أسّستها مع بحبح في السبعينيات.
يشير التقرير إلى أن سهى عرفات حافظت على علاقات متينة مع قيادة حماس، وساهمت بإرشاد القيادي غازي حمد إلى التواصل مع بحبح، ما مكّنه من لعب دور غير مباشر لكن مؤثر في مفاوضات البيت الأبيض.
في المقابل، قوبلت هذه القنوات بغضب من الجناح العسكري لحماس في غزة، لكن قيادة الحركة واصلت دعمها لبحبح، وفق التقرير، الذي يلفت إلى أن المفاوضات تواصلت حتى أثناء وجود السفير الإسرائيلي رون ديرمر في البيت الأبيض، ما يطرح تساؤلات حول علم إسرائيل بها.
وأفاد يديد أن قطر دعمت تلك الجهود، ووعدت حماس بالسعي لفتح المعابر أمام المساعدات، في خطوة ساهم فيها بحبح بإقناع إدارة ترامب بالتصريح بدعم إنساني لغزة، وربط إطلاق سراح الأميركي عيدان ألكسندر بتسهيل إدخال المساعدات، في ما وُصف بأنه "اختراق سياسي وإنساني كبير".
وفي سياق متصل، كشف الصحافي الإسرائيلي باراك رافيد نقلًا عن مسؤول إسرائيلي رفيع، أن بحبح كان في الدوحة خلال الأيام الأخيرة، وأجرى مفاوضات مع قيادة حماس، مستندًا إلى "مبادئ توجيهية" من ويتكوف.
لكن المسؤول الإسرائيلي لفت إلى أن بحبح "تجاوز حدود التفويض"، وربما فسّر التوجيهات بطريقة أوسع من المقصود. وأشار إلى أن إسرائيل رفضت الصيغة التي توصل إليها مع حماس، واعتبرت أنها قد تتيح للحركة الإفلات من التزاماتها بشأن إطلاق سراح جميع الرهائن.
وفي ضوء ذلك، أكّد المسؤول أن ويتكوف أوقف دور بحبح بالكامل بعد اتضاح بنود الاتفاق التي رُفضت من الجانب الإسرائيلي، لا سيما ما يتعلق باعتبار وقف إطلاق النار الدائم أمرًا مفروغًا منه بعد هدنة الـ 60 يومًا، دون تفاوض لاحق.