أعلنت إيران، المنخرطة في مفاوضات نووية غير مباشرة مع الولايات المتحدة، يوم الأربعاء، أنها قد تسمح بزيارة مفتشين أميركيين تابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية، في حال التوصل إلى اتفاق يُراعي مطالبها.
وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، في تصريحات للصحافيين على هامش اجتماع الحكومة الإيرانية: "إذا أُثيرت قضايا جديدة وتم التوصل إلى اتفاق، وأُخذت مطالب إيران بعين الاعتبار، فإننا سنعيد النظر في احتمال قبول مفتشين أميركيين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وأكد إسلامي أن نائب مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية وصل إلى طهران، وهو يقوم حاليًا بزيارة المواقع المتبقية التي أُدرجت في البيان المشترك بين إيران والوكالة في آذار 2023، مضيفًا:
"نأمل أن تتصرف الوكالة بشكل مهني، ونتمكن من اتخاذ خطوة نحو تسوية ملف الموقعين المتبقيين، كما وعد المدير العام للوكالة، رافائيل غروسي".
من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة "تسير في الاتجاه الصحيح"، معربًا عن أمله في استمرار هذا الزخم الإيجابي.
وكانت العاصمة الإيطالية روما قد استضافت قبل أيام الجولة الخامسة من المحادثات غير المباشرة بين واشنطن وطهران، بوساطة سلطنة عُمان، والتي بدأت أولى جولاتها في مسقط في 12 نيسان الماضي، وتركز على السبل الكفيلة بإحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015، والمعروف باسم "خطة العمل الشاملة المشتركة".
وتتمسّك إيران بحقها في تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية في إطار المعايير الدولية، بينما تواصل إسرائيل الضغط على الولايات المتحدة لمنع أي مستوى من التخصيب داخل الأراضي الإيرانية، في ظل تحذيرات تل أبيب المتكررة من توسع القدرات النووية الإيرانية، والتي تعتبرها تهديدًا مباشرًا.
وتأتي هذه التطورات بعد سلسلة من التوترات بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث خفّضت إيران مستويات التعاون مع المفتشين الدوليين عقب انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي عام 2018 في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وما تبعه من إعادة فرض عقوبات قاسية على الاقتصاد الإيراني.
وبالرغم من ذلك، تبذل عواصم أوروبية وعربية، أبرزها مسقط، جهودًا حثيثة لإعادة الطرفين إلى صيغة تفاهم تضمن الأمن النووي في المنطقة وتخفيف حدّة التصعيد.